ads
ads

ميزة تحديد الموقع في "إكس" تكشف شبكات حسابات عربية مزيفة تديرها الفرقة 8200 الإسرائيلية لبث الفتن بين الدول

ميزة اكس لتحديد المواقع
ميزة اكس لتحديد المواقع
كتب : سها صلاح

شهدت منصة 'إكس' واحدًا من أكثر التحديثات إثارة للجدل منذ استحواذ إيلون ماسك عليها، وذلك بعد بدء اختبار ميزة جديدة تكشف بلد استخدام كل حساب عبر صفحة معلومات موسعة تحت عنوان 'حول هذا الحساب'، أصبح بإمكان المستخدمين الوصول إلى هذه البيانات من خلال الضغط على تاريخ الانضمام الموجود في الملف الشخصي، ورغم أن التحديث ظهر لفترة وجيزة فقط، فقد أثار موجة ضخمة من الجدل قبل أن تسحبه المنصة سريعًا بدعوى إصلاح مشكلات فنية.

حسابات عربية تديرها جهات أجنبية

خلال الدقائق القصيرة التي فُعّلت فيها الميزة، فوجئ المستخدمون بكشف مواقع تشغيل حسابات ادّعت الانتماء إلى دول عربية، لكنها كانت تُدار من دول أخرى بالكامل. فقد ظهر حسابات لنشطاء مصريين يهاجمون مصر تعمل أساسًا من تركيا وبريطانيا والإمارات، وحسابات سعودية تنتقد السعودية تُدار من قطر وبريطانيا،وأخرى تنشر محتوى مُحرّضًا بين المغرب والجزائر تنشط من دول أوروبية لا علاقة لها بالبلدين، وحسابات تدافع عن سوريا تدار من إسطنبول.

لكن الصدمة الأكبر كانت في القاسم المشترك بين ما يُقدر بـ 99% من هذه الحسابات التي تكتب بلهجات عربية وتهاجم الدول العربية أو تثير الفتن بينها اتضح أنها تُدار من إسرائيل، وتحديدًا من داخل الوحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال، وهي وحدة متخصصة في الحرب السيبرانية وإدارة الحملات الإلكترونية الموجهة.

وكشفت صحيفة التايم البريطانية أن المعلومات التي ظهرت خلال تلك الفترة القصيرة تؤكد أن حسابات ظهرت بأسماء مثل 'عمر' و'ريم' و'سعودي أصيل' و'مصري أصيل' كانت في الحقيقة تدار من وحدات مخصّصة في الجيش الإسرائيلي لإتقان اللهجات العربية وتزييف الهوية الرقمية بهدف إثارة الانقسام بين الشعوب العربية.

قلق بشأن الخصوصية

أتاح التحديث للمستخدمين الوصول إلى مجموعة واسعة من المعلومات، من بينها:

البلد أو المنطقة التي يعمل منها الحساب.

الدولة التي أُنشئ فيها الحساب أول مرة وتاريخ إنشائه.

سجل تغييرات اسم المستخدم لمعرفة الحسابات المُعاد استخدامها أو المباعة.

طريقة إنشاء الحساب (تطبيق — ويب).

معلومات وتاريخ التحقق الأزرق.

وفي المرحلة الأولى، كانت البيانات متاحة لأصحاب الحسابات فقط، على أن يتم توفيرها للجميع لاحقًا بعد الإطلاق الكامل، وخلال فترة الاختبار، رُصدت تناقضات واضحة بين المواقع الظاهرة للحسابات والبلدان التي تنشط منها فعليًا،وتداول المستخدمون أمثلة لأشخاص يطلبون تبرعات لقضايا في دول معينة بينما يعملون من أماكن مختلفة تمامًا، فضلًا عن حسابات تبدو خليجية لكنها تنشط من قارات أخرى.

ويرى مراقبون أن هذه الأداة قد تصبح عنصرًا حاسمًا في كشف المحتوى المضلِّل، والهويات المزيفة، والحسابات الآلية أو المدارة خارجيًا، لكن في المقابل أثار التحديث مخاوف حول انتهاك الخصوصية، واحتمال تعريض المستخدمين في بعض البلدان للعقاب، إضافة إلى تساؤلات حول دقة تحديد الموقع عند استخدام شبكات VPN.

ثورة في التحقق

وصفت نيكيتا بير، رئيسة المنتجات في X، هذه الأداة بأنها 'ثورة في التحقق من الحسابات'، مؤكدة أنها ستساعد على تمييز الهويات الحقيقية من المزيفة، واكتشاف الجهود المنسقة للتلاعب الرقمي، ويرى خبراء التكنولوجيا أن هذه الخطوة تأتي ضمن اتجاه عالمي لزيادة الشفافية الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح إخفاء الموقع الحقيقي أصعب من أي وقت مضى.

أشارت تقارير حديثة إلى تسلل عناصر إسرائيلية إلى داخل هيكل الشركة، من بينهم **ضباط سابقون في الجيش الإسرائيلي** يشغلون مناصب مؤثرة في إدارة المحتوى وتعليق الحسابات.

وفي تصريح علني سابق، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة استراتيجية لتحسين صورة إسرائيل عالميًا، خاصة في الوقت الذي تتعرض فيه لانتقادات شديدة بسبب الحرب على غزة التي بدأت في أكتوبر

وأكد نتنياهو أهمية التواصل مع إيلون ماسك، في إشارة إلى توسيع النفوذ الإسرائيلي داخل منصة X وتقليص وجود الأصوات الداعمة لفلسطين، وكان ماسك قد عبر سابقًا عن دعمه لمساعي إسرائيل للقضاء على الفصائل الفلسطينية، وزار الأراضي المحتلة بعد وقت قصير من بدء العمليات العسكرية، ولم يستخدم يومًا كلمة 'إبادة جماعية' لوصف ما يتعرض له المدنيون في غزة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي صوّت لمَن في انتخابات النواب؟.. قائمة المرشحين في دائرة مصر الجديدة