اعلان

في ذكرى 25 يناير.. أهالي البحيرة يرون ذكريات فوضى الثورة.. البلطجية واللصوص هاجموا القرى.. والخوف يتملكّ القلوب

انتشار البلطجية في قرى البحيرة
انتشار البلطجية في قرى البحيرة

تظل ثورة 25 من يناير 2011، من أروع صفحات التاريخ المصري القديم والحديث؛ إذ خرج فيها غالبية المصريين رافعين شعار: «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، ونجحوا في إسقاط نظام جسم على صدر الوطن ثلاثة عقود تفشى خلالها الفقر والجهل والأمراض، وتكرست الثروة والسلطة في يد قلةٍ دون الأغلبية الباقية.

إلا أن الثورة، سرعان ما اُختطفت من جماعات تآمرت ضد مصر، وتنظيمات إرهابية أرادوا إشاعة الفوضى ونشر الخراب في ربوع الكنانة، وعملاء لدول أجنبية سعوا لتنفيذ مخطط تقسيم مصر، وحيال هذا عاش المصريون إبان الثورة فترةً عصبية تفشت فيها الفوضى، وانتشرت البلطجة والسرقات في كل محافظات الجمهورية، ولم يجد الأهالي أمام الغياب الشرطي سوى الاعتماد على أنفسهم للقضاء على مظاهر الانفلات الأمني، والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم. بطولات شعبية وملاحم خالدة سجلها المصريون للحفاظ على وطنهم عقب ثورة يناير، ومن هذه البطولات ما فعله أبناء محافظة البحيرة.

انتشار البلطجية

يقول محمد حمدي الجنبيهى، عمدة قرية الشوكة البلد التابعة لمركز دمنهور بالبحيرة: إن أحداث ما بعد ثورة 25 يناير لا تُنسى، وستظل في أذهاننا حتى نفارق الحياة؛ فقد اختفت قوات الأمن من الشوارع وانتشر البلطجية، وتملكّ الخوف قلوب الجميع، وأغلق الأهالي أبواب منازلهم وباتوا لا يغادورنها إلا في الضرورة القصوى، ولم يزر النوم جفوننا، لأن الكل كان يحمل روحه على كفه.

وأضاف الجنبيهي: «وحتى نواجه هذا الوضع الفوضوي عقدنا اجتماعًا لكبار العائلات ومشايخ القرى والنجوع، واتفق الجميع خلاله على تنفيذ خطة تأمين شعبية، تمثلت في خروج مجموعات شبابية من كل عائلة ليلًا لتأمين الطرق، ومجموعات أخرى لتأمين المنازل سواء من أعلى الأسطح أو من خلال الوقوف أمامها، أما كبار العائلات فيظلون في المنازل بجوار الهواتف منتظرين الإتصال من مجموعات التأمين الخارجي عند حدوث أي ظرف طارئ، وعلى الفور يجتمعون ويضعون حلولًا فورية للقضاء على الأزمة».

هروب المساجين

وأشار عمدة قرية الشوكة البلد، إلى أنه «بالتزامن مع خطة التأمين الشعبية، كان هناك تنسيق مع القائمين على المساجد للنداء في مكبرات الصوت أثناء وقوع أي هجوم من البلطجية على القري أو المنازل، وهو النداء الذي يستجيب له على الفور مجموعات الشباب، ويُسرعون إلى مكان الهجوم ويتصدون للمخربين»، مؤكدًا أن هناك الكثير من المحلات سُرقت، كما تم الاعتداء على العديد من المنازل، واستطاع المساجين الهروب، وهو ما ضاعف من الرعب في قلوب المواطنين، وأصبحت وسائل التأمين غير كافية، واضطر الكثيرين لوضع بوابات حديدية على منازلهم لحماية السيدات وكبار السن والأطفال، كما تضاعف انتشار الشباب في الشوارع لحماية الطرق والمنازل من الخارج، وظل الحال يزيد من أسوء إلى أسوء حتى يوم تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وأوضح، الجنبيهي، أنه لمواجهة هذا الوضع المأسوي اضطر الأهالي لتأمين أنفسهم، عن طريق شراء الأسلحة لمواجهة هجوم البلطجية والخارجين على القانون في مدن وقرى البحيرة؛ قائلًا: «كل واحد كان معاه سلاح؛ سواء أسلحة بيضاء أو أسلحة بدائية الصنع، وحتى الأطفال كانوا يحملون عروق الخشب الصغيرة بعد أن تم تدريبهم على حماية أنفسهم، وكان شعار كل منزل الخارج مفقود والعائد مولود، وأصبح كل تجار وأصحاب المحلات إذا تعرضوا لعملية سطو وسرقة يسألون الله أن يعوضهم».

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً