مدينة ووهان الموبوءة.. لماذا خرج "كورونا" منها دون غيرها؟ (صور)

مئات عمال البناء أثناء عملهم على بناء مستشفى جديد في ووهان (GETTY)
مئات عمال البناء أثناء عملهم على بناء مستشفى جديد في ووهان (GETTY)
كتب : وكالات

مدينة ووهان الصينية، عاصمة مقاطعة هوبي، الواقعة بمنطقة الوسط الشرقي للصين، هي تلك المدينة حيث تفشى النوع الجديد من فيروس كورونا المستجد وانتقل منها إلى جميع أنحاء المقاطعات الصينية تقريبا، ووصل أيضا الى أكثر من 24 دولة حول العالم، ولكن لماذا ظهر هذا الوباء في تلك المدينة بالذات؟. أظهر مقطع فيديو متداول بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وتناقلته وسائل الإعلام، مشاهد من داخل أحد أسواق تلك المدينة الذي يعتقد على نطاق واسع أن الفيروس الجديد خرج منه، حيث الفئران النافقة و الثعابين والخفافيش والكلاب المعروضة للبيع، ولكن هل هذه المعروضات يتم تناولها في هذه المدينة فقط من الصين ولذلك كانت مركز تفشي الفيروس القاتل، أم أن تلك الأنواع الغريبة من الأطعمة منتشرة وبشكل طبيعي في جميع أنحاء البلد مترامي الأطراف الذي يشكل تعداد سكانه قرابة المليار ونصف نسمة؟.

منذ قليل، أفادت فضائية 'العربية'، في نبأ عاجل، أن الصين أعلنت أن 97 % من الوفيات الناتجة عن كورونا وقعت فى تلك المدينة الموبوءة، ووهان، مركز تفشي المرض.

كلاب معروضة للبيع بسوق ووهان، مركز تفشي كورونا (social media)

من جانبه، يتحدث عالم الأنثروبولوجيا، فريدريك كيك، في مقابلة مع صحيفة 'لوموند' الفرنسية، عن الخصوصية التاريخية والصحية الفريدة لـ ووهان، والتي هي أيضا ثاني أكبر مدينة في وسط الصين. والتي ظهر بها الفيروس في وقت كثافة حركة الأشخاص والبضائع مع مطلع السنة الصينية الجديدة، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، وتتمتع بتطور صناعي وتكنولوجي قوي، وربما يفسر ذلك السرعة التي تناولت بها السلطات الصينية المشكلة.

كلاب مطهية و جاهزة لتناولها في ووهان الصينية (social media)

وهذه المدينة أيضا هي نقطة انطلاق ثورة 1911 (ثورة شينهاي) التي تسببت في سقوط الإمبراطورية وخلع الإمبراطور 'بوئي'، وهي بالتالي مكان حساس للغاية في التاريخ الصيني الحديث، إذ إنها مركز لإمبراطورية تيانشيا، 'كل شيء تحت السماء'.

عرض كلاب للبيع بسوق ووهان، مركز تفشي المرض (social media)

تناول ثعالب وعقارب وتماسيح

وقال الباحث، بحسب 'لوموند'، إن 'الأسواق الرطبة' في وسط مدينة ووهان ترتبط بالتقاليد الصينية المتمثلة في استهلاك الحيوانات الطازجة، وقد تباع فيها 'أنواع غريبة' كالثعالب والعقارب والتماسيح، إلا أنه ليس من المؤكد أن الحالة الأولى من وباء فيروس كورونا جاءت من سوق حيواني. بحسب عالم الأنثروبولوجيا.

لقطة من داخل سوق ووهان، موطن كورونا (social media)

الأمر المؤكد، وفقا للتحليل التطوري للفيروس، هو أنه يأتي من الخفافيش التي تشكل المستودع الحيواني لفيروسات كورونا، كـ سارس والعديد من الفيروسات الناشئة وخاصة فيروس إيبولا، لأن الخفافيش تتمتع بنظام مناعة يسمح لها بإيواء عدد كبير من الفيروسات دون الإصابة بها، وهي اليوم تقترب من المناطق الحضرية بسبب إزالة الغابات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية