حياةٌ قاسية وأيامٌ مريرة.. هذا هو حال أهالي الجزيرة المستجدة بالمنشأة بمحافظة سوهاج، نظرًا لما تعانيه القرية التي سقطت من حساب المسؤولين من مشكلاتٍ مستمرة، حيث نرى ونسمع العجب من معاني الأسى لمواطني هذه الجزيرة، فهم محرومون من أنواع الحياة الآمنة، والسبب في ذلك عدم توفير مرسى نهري وعبارة نقل تعمل على نقل أهالي الجزيرة إلى مدينة المنشأة التي يوجد بها جميع احتياجاتهم وخدماتهم، من تعليم، وصحة، وعيادت خاصة، والجهات الحكومية المختلفة، فالجزيرة المستجدة لا يوجد بها أي خدمات لذلك يتوجه الأهالي إلى مدينة المنشأة.
الجزيرة المستجدة بسوهاج خارج حسابات المسئولين
حسام جمال، مزارع، يقول: 'إننا نعاني يوميًا عدة مرات عند الذهاب للمدينة لتلبية احتياجات أهالينا، نظرًا لعدم وجود أي خدمات في الجزيرة، فنحن لا نعيش حياة مثل الآخرين، فعندما يمرض أي أحد من مواطني هذه القرية لا نجد من يقوم بإسعافه، فهناك الأطفال وكبار السن، والنساء، وجميعهم مصدر قلق لنا بسب خوفنا المستمر أثناء عبور القوارب الصغيرة أو الأتوبيس النهري ولعدم وجود مرسى نهري، وقد تقدمنا بالعديد من الشكاوي للمسؤولي ولكن لم نرى شيئًا غير الوعود على شاشات التلفاز، وعندما يتم الاتصال على أي مسؤول يرد بأن الخدمات فى الخطة القادمة'.
الجزيرة المستجدة بسوهاج خارج حسابات المسئولينوتساءل يوسف العميري، أحد أهالي الجزيرة، لماذا التقصير المتعمد للجزيرة رغم أن عدد سكانها وليس بالقليل أو مساحتها، مؤكدًا أنهم لم يروا أي استجابة لاستغاثاتهم من قِبل أي مسؤول، مضيفًا أن كل مطالبهم تكمن في توفير عبّارة، ومرسى نهري.
فيما يقول خالد حامد، نجار، إنه 'منذ 4 أعوام أتت إلينا العبارة، وفرحنا فرحة غامرة بذلك، لكن سرعان ما اختفت وعندما استفسرنا عن ذلك كان رد المسؤول بأن المرسى عشوائى وغير صالح لاستقبال العبارة، وأصبحنا نعيش في حالة من القلق والذعر علي حياتنا، وتراودنا الكثير من الأسئلة عن ماذا حدث، فقد جات العبارة وذهبت، فالذي جاء بها منذ البداية هو محافظ سوهاج الأسبق، إذًا لماذا غادرت العبارة، وأين دور المسؤولين، هل يتنظرون طامة كبرى لا يستطيعون تدراكها فيما بعد؟!'.
الجزيرة المستجدة بسوهاج خارج حسابات المسئولينووافقه هيثم أشرف محمد، عامل، الحديث، حيث قال إنه منذ عامين أتت إليهم العبارة، وسعدوا كثيرًا بذلك، ولكن سرعان ما اختفت وعند الاستفسار عن اختفائها كان الرد بأن المرسى عشوائى وغير صالح للعبارة، فوقفوا مسالمين صامتين يقتلهم التفكير لا يعرفون سبب مجيئها ومغادرتها هكذا، مضيفًا: 'كل يوم يخرج أبناؤنا، ولا ندري هل سنراهم مرة أخرى أم لا'.
بينما أكد محمد أحمد، أحد أهالي القرية، أن هناك تهميش مُتعمد لأهالى القرية علي الرغم من أن مساحتها ليست قليلة وعدد سكانها كبير، ولكن إلى الآن لم يستجب أى مسؤول من المسؤولين لمطالبهم، مضيفًا: 'لقد طالبنا بمرسى نهري وعبّارة وتغيير الأسلاك التي تهالكت وأحرقت المحولات وأشعلت الحرائق والخسائر المادية والمعنوية للأهالي ولم يُتخذ أى قرار للحفاظ علينا من المصائب'.
الجزيرة المستجدة بسوهاج خارج حسابات المسئولين
ويُضيف جمال السيد، أنه لا يوجد أي خدمات متوفرة حيث لا يوجد وحدة الصحية، أو مدارس، أومحطة تحلية، أو صيدليات، فهم يعيشون حياة غير آدمية بكل ما تعنيه الكلمة من معني، مضيفًا: 'نحن أغلبنا نعيش بالفيرس الوبائي، والبلهارسيا والديدان التى قتلت الأطفال بسبب عدم نظافة مياه الشرب من الطلمبات الحبشية وعدم صحتها تمامًا، ومفيش حد سائل فينا'، مطالبًا بسرعة تدخل محافظ سوهاج، لحل هذه الأزمة العِضال.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
