يواصل فيروس كورونا المستجد تفشيه في أنحاء العالم وسط مخاوف من تداعياته على مختلف جوانب الحياة،من الولايات المتحدة إلى بريطانيا مروراً بروسيا، قررت بلدان كانت تعد نفسها بمنأى عن فيروس كورونا تكثيف التدابير لاحتواء الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد الذي يشكل اختباراً للأنظمة الصحية للدول الأوروبية الأكثر تأثراً به.
فعقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان حال الطوارئ، وافق مجلس النواب على خطة لمكافحة الفيروس، وكان كوفيد-19 الذي أصاب أكثر من 2000 شخص في الولايات المتحدة وأودى بـ 47 أثار انقسامًا بين الجمهوريين والديمقراطيين خلال حملة الانتخابات الرئاسية.
وبدا أن الولايات المتحدة تحاول سد الثغرات في نظامها الصحي الذي يفتقر إلى تغطية شاملة وحيث لا تفيد سوى أقلية من الإجازات المرضية، وذلك عبر إعلان مجانية اجراء الفحوص وتسهيل حصول العاطلين من العمل على التغطية اللازمة اضافة الى رصد اموال فدرالية لتمويل برنامج التصدي لكورونا.
من جانبها، أعلنت شركة آبل إغلاق كل متاجرها حتى 27 مارس 2020 باستثناء تلك الموجودة في الصين حيث استأنفت نشاطها للتو،ويبدو أن الصين، بؤرة الوباء وحيث قضى 3189 شخصا، بدأت تتجاوز الأزمة، إذ اعلنت فقط عن 11 إصابة جديدة و13 وفاة إضافية في يوم واحد.
لكن الوباء الذي أودى بأكثر من 5402 شخص في العالم يواصل تفشيه السريع في كل مكان مع تسجيل أول إصابة في رواندا وثلاث وفيات في الدول الأسكندينافية.
ونبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن توقع المرحلة التي يبلغ فيها الوباء ذروته هو امر 'مستحيل'، علما بانه أصاب حتى تاريخ 14 / 03 / 2020: 143 ألفا و400 شخص في 135 بلدا ومنطقة، وتبقى ايطاليا (1226 وفاة) وإيران (720وفاة) وإسبانيا (136 وفاة) وفرنسا (79 وفاة) الدول الأكثر تضررا بعد الصين.
وسط كل ذلك، أعلنت روسيا التي سجلت 45 إصابة من دون أي وفاة، أنها ستغلق اعتبارا من الأحد 15 / 03 / 2020 حدودها البرية مع النروج وبولندا أمام الأجانب، أسوة بما قامت به مع الصين.
وبعد تلقيها انتقادات لرد فعلها البطيء، وفي بلد لم يحصِ رسميا سوى 1140 إصابة و21 وفاة، تستعد الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون لاعادة النظر في مقاربتها وحظر التجمعات الكبيرة. وقد تكون بطولة ويمبلدون لكرة المضرب أول من يدفع الثمن.
ورغم أنه لم يسجل سوى ثماني إصابات، بادر المغرب إلى إغلاق حدوده واتخذ تدابير حجر مشددة على غرار إغلاق المدارس والجامعات وصالات السينما والمسرح والغاء التظاهرات الرياضية.
وفي الأردن الذي سجل إصابة مريض تماثل للشفاء، أعلن رئيس الوزراء عمر الرزاز السبت 14 / 03 / 2020 وقف جميع الرحلات الجوية من وإلى المملكة اعتبارا من الثلاثاء وحتى إشعار آخر وتعليق دوام المدارس والفعاليات الرياضية والصلاة في المساجد والكنائس للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ايطاليا
وأظهرت صورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي ممرضة منهكة تغط في النوم أمام جهاز الكومبيوتر، وسرعان ما تحولت مرآة لما تعانيه الطواقم الطبية في شمال إيطاليا التي أحصت 250 وفاة في 24 ساع.
وقال دانيال ماشيني الطبيب في أحد مستشفيات بيرغامي عبر فيسبوك: 'لم يعد للساعات اي معنى، الحياة الاجتماعية معلقة بالنسبة الينا'.
في المقابل، شاهد العالم بأسره أشرطة مصورة لايطاليين يغنون عند نوافذهم رغم كل شيء.
وقررت مدينتا ميلانو وروما اللتان يسودهما صمت مطبق، إغلاق كل المتنزهات والحدائق العامة، علماً بأن متحف اللوفر وبرج إيفل وقصر فرساي في باريس مغلقة منذ الجمعة ومثلها المتاحف والمواقع الأثرية في اليونان.
مطار ايطاليا
في اسبانيا
البلد الثاني الأكثر تضررا في أوروبا مع 5753 إصابة بينها أكثر من 1500 منذ مساء الجمعة، بدا أن النظام الصحي العام في منطقة العاصمة قد استنفد. وأورد غويلن ديل باريو الممرض في مستشفى لاباز 'الوضع قاس جدا، عدد المرضى يفوق عدد الأسرة'.
لتفادي تحول الكنائس بؤرا للعدوى، حض مجمع الأساقفة الإسبان المصلين الكاثوليك على متابعة 'القداديس عبر الإذاعة والتلفزيون'.
وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الجمعة 13 / 03 / 2020 معلنا حال التأهب 'لا يمكن ان نستبعد، ويا للاسف، ان عدد المصابين سيتجاوز عشرة الاف الاسبوع المقبل'.
وأمرت منطقة مدريد بإغلاق كل المتاجر غير الضرورية، الأمر الذي قامت به أيضا السبت جمهورية تشيكيا ومدينة ريو دي جانيرو في البرازيل.
في فرنسا
فيما يستعد الملايين للتوجه إلى صناديق الاقتراع الأحد 15 / 03 / 2020 لانتخاب رؤساء بلدياتهم، أشارت آخر حصيلة لوزير الصحة الجمعة الى 800 إصابة إضافية و18 وفاة جديدة في يوم واحد، مع استمرار اغلاق المدارس.
فوي كندا، بات رئيس الوزراء جاستن ترودو الذي أصيبت زوجته بكورونا المستجد يمارس أنشطته عبر الفيديو، فيما أرجأت الملكة إليزابيث الثانية العديد من المواعيد المقررة الأسبوع التالي.
الامارات
أعلنت حكومة أبوظبي أنها ستغلق موقتا وجهات ثقافية وسياحية وترفيهية في الإمارة بما في ذلك 'متحف اللوفر-أبوظبي' اعتبارا من الأحد للحد من انتشار كورونا المستجد.
اعتمد مصرف الإمارات المركزي خطة دعم اقتصادي شاملة بقيمة 100 مليار درهم (الدولار يعادل 67.3 درهم ) في مسعى يهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني، وحماية المستهلكين والشركات، وذلك في إطار إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا 'كوفيد - 19' وباءً عالمياً.
وتتألف خطة الدعم المالي الموجّهة من اعتماد مالي يصل إلى 50 مليار درهم، خُصص من أموال المصرف المركزي لمنح قروض وسلف بتكلفة صفرية للبنوك العاملة بالدولة مغطاة بضمان، بالإضافة إلى 50 مليار درهم يتم تحريرها من رؤوس الأموال الوقائية الإضافية للبنوك.
مطار الامارات
في الأردن
قال الأردن إنه سيوقف جميع الرحلات الجوية من وإلى البلاد اعتبارا من يوم الثلاثاء 17 / 03 / 2020 في الوقت الذي شدد فيه القيود على الحدود وحظر التجمعات والمناسبات العامة لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وأعلن رئيس الوزراء عمر الرزاز يوم السبت 14 / 03 / 2020 في بيان صحفي أنه سيتم إغلاق المدارس والجامعات لمدة أسبوعين وإغلاق جميع المواقع السياحية والرياضات ودور السينما أيضا.
وسجل الأردن حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا تلقت العلاج وغادرت المستشفى يوم الجمعة لكنه يشعر بقلق من سرعة انتشار الفيروس في البلدان المجاورة. وقد أغلق حدوده بالفعل مع مصر والعراق وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل. وقال الأردن إنه سيتم استثناء حركة الشحن التجاري من قرار إغلاق جميع المعابر الحدودية البرية والبحرية والمطارات لضمان توافر السلع والبضائع.
ودعا الرزاز المواطنين إلى البقاء في بيوتهم بقدر الإمكان وأضاف أن هذه الإجراءات ضرورية بسبب طبيعة هذا الوباء العالمي غير المسبوقة. وقال الرزاز: 'نحن لسنا بمعزل عما يحدث في العالم والأمور من حولنا من سيء إلى أسوأ' مضيفا أنه ستتم مراجعة هذه الإجراءات بشكل دوري للبت بتمديدها أو إيقافها أو اعتماد إجراءات إضافية جديدة بحسب الحاجة.
وتضمنت الإجراءات التي اتخذها الأردن أيضا حظر الصلاة بالمساجد والكنائس في كل أنحاء الأردن ووقف كل زيارات المستشفيات والسجون.
في إسرائيل
من جهة أخرى، تبحث إسرائيل إغلاق بعض الأنشطة التجارية غير الضرورية، بحسب وكالة بلومبرغ. كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أن فيروس كورونا أصبح وباء عالميا بعد أن بلغ عدد الإصابات 145 ألف و870 وعدد الوفيات 5438 وحالات الشفاء 72 ألف و551 على مستوى العالم. وتعد الصين وكوريا الجنوبية وإيران وأوروبا هى أكبر بؤر لفيروس كورونا المستجد.
في ايران
ذكر التليفزيون الإيراني الرسمي أنه سوف يتم إغلاق ضريح الإمام على الرضا في إيران، الذي يزوره ملايين من المسلمين الشيعة في مدينة مشهد المقدسة كل عام، خلال عطلة رأس السنة الجديدة في العشرين من الشهر الجاري بسبب مخاوف تتعلق بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وقال عمدة مشهد محمد رضا إن هذا الإعلان يأتي في الوقت الذي أصبح فيه 'الوضع في مشهد أكثر حدة ' وتمر المدينة بالأسبوع الأكثر حسما 'في المعركة ضد فيروس كورونا، بحسبما ذكرت يوم السبت وكالة بلومبرج. يشار إلى أن إيران ، مثلها مثل الصين وإيطاليا وكوريا الجنوبية، من بؤر فيروس كورونا.
وأفادت الصحة الإيرانية في آخر إحصائية لها بتسجيل 1075 إصابة جديدة بفيروس كورونا و75 وفاة ، ليرتفع بذلك عدد الإصابات بالفيروس في البلاد إلى 10075، والوفيات إلى 720، فيما بلغ إجمالي المتعافين من الإصابة 3276 حالة.
في موريتانيا
أعلنت موريتانيا الجمعة 13 / 03 / 2020 أنّها سجّلت أوّل إصابة بفيروس كورونا المستجدّ تمّ تشخيصها لدى شخص وصل إلى البلاد آتيًا من أوروبا. وأوضح وزير الصحّة محمد نذير ولد حامد في تصريح متلفز أنّ المصاب تمّ عزله فورًا، مؤكّدًا أنّ لدى الدولة 'كلّ الوسائل' لرعاية المصابين بالفيروس.
وجاء في بيان لوزارة الصحة أنّ المصاب بالفيروس 'مواطن خارجي' عاد إلى البلاد من أوروبا في 9 آذار/مارس 2020. وأضاف البيان أنّ المصاب 'عزل نفسه في منزل بنواكشوط' وذلك بعدما عَلِم بإصابة 'صديق كان مقيما معه في أوروبا' بالفيروس.
من جهتها قالت وزارة التجارة والسياحة إنه بتعليمات من رئيس الجمهورية 'تقرر إلغاء كل الرحلات السياحية القادمة من فرنسا إلى مدينة أطار وذلك كإجراء احترازي لمواجهة وباء كورونا'.
في مصر
أعلنت وزارة الشباب والرياضة المصرية يوم السبت 14 / 03 / 2020 تعليق كافة الأنشطة الرياضية والشبابية لمدة 15 يوما بدايةً من اليوم التالي الأحد.
وذكرت الوزارة في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني: 'أعلنت وزارة الشباب والرياضة تعليق كافة الأنشطة الرياضة والشبابية بكافة أنواعها وفى جميع المحافظات لمدة أسبوعين اعتباراً من غداً الأحد الموافق 15 مارس 2020، مع التنسيق مع اللجنة الأوليمبية المصرية والاتحادات الرياضية فيما يخص تدريبات المنتخبات القومية الجاري إعدادها لدورة الألعاب الأوليمبية المقبلة طوكيو 2020'.
كما علقت المدارس والجامعات والحضانات ايضا لمدة 15 يوم.
في السعودية
قالت مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) إنها أعدت حزمة بقيمة 50 مليار ريال (13 مليار دولار) لإعانة المنشآت الصغيرة والمتوسطة على مواجهة الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا.
ويهدف التمويل إلى السماح للشركات الصغيرة والمتوسطة بتأجيل دفع مستحقات البنوك وشركات التمويل لمدة ستة أشهر والحصول على التمويل بشروط ميسرة مع إعفاءات من تكاليف برنامج دعم ضمانات التمويل.
مطار السعودية
في اليمن
وقالت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية إنها قررت تعليق كل الرحلات الجوية من وإلى المطارات اليمنية التي تسيطر عليها لمدة أسبوعين ابتداء من يوم الأربعاء.
وقال بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء معين عبد الملك إنه سيتم استثناء الرحلات الجوية المخصصة لأغراض إنسانية من هذا التعليق. وتقع المطارات الرئيسية التي تسيطر عليها حكومة عبد الملك في عدن وسيئون والمكلا.
وخصص مكتب رئيس الوزراء اليمني مليار ريال كموازنة طارئة لدعم القطاع الصحي في إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا
واستثنت الحكومة، الرحلات لأغراض إنسانية ونقل المساعدات الإغاثية، واستمرار تطبيق الإجراءات المشددة الخاصة بالفحص والحجر الصحي إن لزم الأمر. كما أقرت الحكومة إغلاق المنافذ البرية، باستثناء حركة الشحن التجاري والإغاثي والإنساني، ابتداءً من يوم الثلاثاء القادم، والاستمرار في تطبيق الإجراءات المشددة للفحوصات اللازمة الخاصة بالوباء.
وشددت الحكومة على ضرورة تعزيز إجراءات الرقابة في الموانئ البحرية واتخاذ كل ما من شأنه خضوع العاملين في سفن النقل للإجراءات والفحوصات اللازمة.
ووجهت الحكومة بتعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية والخاصة، لمدة أسبوع بشكل مبدئي، لضمان سلامة الطلاب و منتسبي هذه المؤسسات، وتطبيق إجراءات وقائية.
وشددت الحكومة على ضرورة التعاطي بجدية وبمسؤولية مع هذا الوباء العالمي، باعتباره موضوع إنساني يتطلب تضافر جهود الجميع بعيدا عن أية حسابات.
من جانبها، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية، إغلاق مطار صنعاء الدولي ابتداء من اليوم، لمدة أسبوعين، أمام رحلات الأمم المتحدة، كإجراء احترازي لمواجهة فيروس كورونا.
في الجزائر
وفرَّقت الشرطة الجزائرية تظاهرة احتجاجية للحراك في العاصمة وأوقفت عشرات المتظاهرين بينهم نشطاء وصحافيون، وفق ما أفاد محام ومنظمة حقوقية، واستجابة لدعوات صدرت في يوم الجمعة الـ56 من الحراك الذي تظاهر خلاله آلاف الأشخاص رغم مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد.
لكن بعد تقدمهم حوالى 200 متر، عمد عناصر شرطة مسلحون بهراوات ودروع إلى تفريق التجمع وعقب إطلاقهم شعارات مناهضة للنظام الحاكم على غرار 'الجنرالات إلى المزبلة' و'ستنال الجزائر استقلالها' و'سلطة قاتلة'، طاردت الشرطة وأوقفت نحو عشرين متظاهرا، وفق ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس.
وتلت ذلك عدة محاولات لإعادة التجمهر، لكن الشرطة أحبطتها. ووفق المحامي عبد الغني بادي الذي يمثل عدة موقوفين من الحراك، تم احتجاز 'أكثر من 50 شخصا' في العاصمة.
في المغرب
قرر المغرب منع التجمعات التي يشارك فيها أكثر من 50 شخصا وإلغاء جميع التظاهرات الرياضية والثقافية حتى إشعار آخر بسبب فيروس كورونا، بينما ارتفع عدد المصابين إلى 17 بعد تسجيل 9 حالات جديدة.
وقال بيان لوزارة الداخلية السبت إن هذا القرار يدخل ضمن إجراءات 'احترازية لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي فيروس كورونا المستجد'.
في سوريا
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم مرسوما يقضي بتأجيل انتخابات مجلس الشعب المقررة في الـ 13 من أبريل 2020، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد(كوفيد 19) ،وتنتهي ولاية مجلس الشعب السوري، البالغ عدد أعضائه 250، بداية شهر يونيو 2020.