حالة من الخوف والذعر تسيطر على الجميع فى محافظة الدقهلية، التى يبلغ عدد سكانها قرابة الـ7 ملايين نسمة، لا يذكر اسم المنصورة عاصمة المحافظة، إلا وتردد اسم مدينة بلقاس فى الفترة الأخيرة، خاصة بعد وفاة اثنين من أبناء القرى التابعين للمدينة؛ بسبب إصابتهما بفيروس كورونا، وأصبح الجميع يبتعد عن تلك المدينة، ولقبت بووهان الدقهلية أسوة بمدينة ووهان فى الصين؛ لأنها كانت أكثر المدن انتشر فيها الفيروس والمصابون.
وبعد تصريح الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة الأخير التى أكدت فيه بحجز 300 أسرة فى مدينة بلقاس، ازداد الخوف والرعب لدى أبناء المحافظة، وطالب البعض بعمل حظر تجول على مدينة بلقاس بأكمالها.
'أهل مصر' انتقلت إلى مدينة بلقاس؛ من أجل نقل الأحداث والتحدث مع أهالى المدينة، الذين يعانون فى الفترة الأخيرة من التنمر، فى الساعات الأولى من صباح اليوم، ارتدى المحرر قفازاته والكمامة على وجهه، وانتقل الى المدينةعن طريق' المواصلات العامة'، استغرق الطريق قرابة الساعة ونصف ساعة، الجميع فى السيارة يخشى بعضهم البعض، ويتحدثون بحرص شديد، وبدأ أحد الأشخاص الحديث عن المدينة قائلا:' ربنا يسترعلينا جميعا'، وكأنهم ذاهبون إلى مكان لا يعودون منه مرة أخرى، تسببت تلك الجملة فى الخوف الشديد لدى المتواجدين فى السيارة.
محرراهل مصر اثناء الهذاب لبلقاس
نزل المحرر إلى أرض المدينة وكان ينتظر أن يقوم أحد الأطباء بمطالبة بارتداء حزاء بلاستيكى، الذى لا يتم ارتدائه سوا فى المطارات؛ خوفا من العدوى، ولكن كان الحقيقة صادمة، المدينة تعمل كاملة، الباعة منتشرون فى الشوارع العامة، المحلات تعمل كالأيام العادية، الأهالى يسيرون فى الشوارع ويشترون احتياجاتهم لا يخشوا الإصابة، فضلا عن قيام الأطفال باللعب فى الشوارع، وكأنهم سعداء بتأجيل الدراسة من أجل ذلك.
كانت تلك الأجواء الأولى فى مدينة بلقاس، التى أكد سكانها أنهم يطالبون وزيرة الصحة بالاعتزار عن تصريحتها الأخيرة، مؤكدين أن الحياة هناك طبيعية، ولا يشعرأحد بالتغيير، موضحين أن الأهالى قرروا عمل عزل لهم بالفعل ولكن استمر ليومين فقط، وعاد الأمر طبيعيا مرة آخرى، وكأن شىء لم يكن.
الاهلى يشاركون فى تطهير القرية
أما فى قرية السماحية التى سجلت أول حالة وفاة بالفيروس، وهى السيدة عطيات التى تبلغ من العمر60 سنة، كان الوضع مختلفا قليلا، يقوم الأهالى بتطهير الشوارع على مدار اليوم، مع مسؤلي المحافظة، ولكن لم يلتزم أحد فى بيته كما أشيع فى الفترة الأخيرة، وأكد اهالى القرية أنهم يعيشون حياتهم طبيعة ولكن وسط حالة من الخوف الذى صدره المسؤلون لهم، مؤكدين أن السيدة التى توفيت لم تختلط بأحد كما أشيع ولكنها كانت تعانى من دور برد شديد وتم نقلها إلى إحدى العيادات الخاصة لأحد الأطباء وهو من طالبهم بنقلها إلى مستشفى الصدر، كما أكد الأهالى أن السيدة لم يتزوج أبنائها من جنسيات أخرى كما أشيع
شباب القرية يقوموا بالتطهير
فتحى السيد أحد ابناء القرية، الذى أكد أنهم يعيشون فى حالة من الرعب الشديد لأن مسؤولي الصحة يخرجون بتصريحات كثيرة مثل عزل 300 أسرة وهو الأمر غير صحيح الأمر طبيعى فى القرية، وقام مسؤول الطب الوقائى بتطهير جميع الأماكن التى ترددت عليها السيدة ، ومن يشعر بأعراض المرض يتم عمل له عدد من التحاليل والكثيرمنها كانت سلبية.
كما أكد إلهامى عجينة عضو مجلس النواب عن الدائرة، أن الأمر فى المدينة يسير بشكل طبيعيا، موضحا أن أهالى دائرته لديهم الوعى الكافى موضحا أنهم يقوموا بعمل عزل ذاتى أحيانا ولكن ليس بالشكل المطلوب، مشددا علىأن حالة الهلع التى صدرها المسؤولون بتواجد الكثير من المصابين فى المدينة غير صحيح، مؤكدا أن سكان المدينة جميعا تعرضوا لحالة من التنمر.
وتساءل عجينة 'هو كل حالة هتموت هيعملوا حظر لسكانها؟'، موضحا أن مسؤلي الصحة فى الدقهلية يقوموا بعمل تطهير موسع لكل المصالح الحكومية، ومن يظهر عليه المرض يتم أخذ منه العينات اللازمة
الطب الوقائى والاهالى يطهرون القرية
ومن جانبة كلف الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية رئيس مركز ومدينة بلقاس بمتابعة أعمال التطهير ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا وحرصا على الصحة العامة،والتأكد من توافر كافة الأدوات والمستلزمات اللازمة لعمليات التطهير والتعقيم.
وأكد محافظ الدقهلية، أن القيام بإجراء عمليات التعقيم بشكل دوري وبصورة مستمرة،وأن يتم نشر سبل الوقاية من الفيروس من خلال الملصقات التوعوية في كافة أرجاء المدينة وغيرها من المدن والمراكز والقرى.
ووجه محافظ الدقهلية لرئيس مركز ومدينة بلقاس للتنسيق مع مسئولي مديرية الصحة للقيام بأعمال التطهير في كافة الشوارع والمنازل بما يضمن سلامة وصحة مواطني المدينة.
من جانبه قال الدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة إن هناك خطة محددة من قبل مديرية الصحة متمثلة في إدارة الطب الوقائي للقيام بتطهير وتعقيم كافة المنشآت بالمدينة وغيرها من شوارع ومبان، وأن عملية التعقيم ستتم بصورة مستمرة.
وأضاف أن مسئولي الطب الوقائي يقومون لليوم السادس على التوالي بمتابعة تطهير وتثقيف المواطنين في قرية السماحية وتوابعها.
وقال الدكتور عمرو عبد العاطي رئيس مركز ومدينة بلقاس إنه قامت اليوم الأربعاء حملة تطهير المرور على المنازل والمحلات التجارية في المربع رقم 1في قرية السماحية، وأنه تم بالتنسيق مع مديرية الصحة توزيع بوسترات التوعية وعمل ندوات تثقيفية من منزل إلى منزل وأيضا تطهير المنازل والمساجد والباعة الجائلين.
وعلى الجانب الآخر أعلن الدكتورسعد مكي، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، عن أخذ عينات تحاليل تكشف عن المصابين بفيروس كورونا من جميع العاملين بمستشفى بلقاس المركزى من ( أطباء، تمريض ، عمال)
وأكد مكى سلبية نتائج العينات، التى أكدت عدم وجود إصابات لعاملين بالمستشفى بفيروس كورونا المستجد كما أكد على إتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والإحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، من خلال فرق مدربة لترصد الأمراض المعدية، وكذلك تطهير الأماكن العامة والمصالح الحكومية والتثقيف الصحي للمواطنين.
يذكر أن مدينة بلقاس شهدت وفاة حالتين بعد إصابتهما بفيروس كورونا المستجد، الحالة الأولى لسيدة تدعى عطيات تبلغ من العمر 60 عاما، والحالة الثانية هو أحمد عامر يبلغ من العمر 50 عام، وأعلنت وزارة الصحة عن وفاة الحالتين نتيجة إصابتهم بالفيروس.