إجبر المواطنين على المكوث داخل المنازل بعدما أصدر رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى قرارا بتعليق الدراسة وتقليل التجمعات وحظر التجوال من الساعة السابعة مساءا حتى السادسة صباحا، وبعدما كانت القاهرة تضج ليلا ونهاراً لا تخلو من المارة ومحلات تضج بزبائنها حتى الصباح ، تحول الأمر خوفًا من إنتشار وباء 'كورونا' المستجد لتصبح خاوية ، لكن ماذا يفعل المصريين أثناء فترة الجلوس في منازلهم بعدما تعودوا على الخروج والسهر ليلاً .
تقول ياسمين خريجة كلية حقوق أنها حصلت على إجازة فوراً من شغلها وجلست في منزلها خاصة إنها حامل ' بطلع الميكب آرتست اللى جوايا' .. هكذا تقول صاحبة الـ 25 عاماً عن قضاء وقت فارغها في المنزل مستكملة ' بقعد من 3 إلى 4 ساعات أتسلي قدام المرآة '.
تحكي الفتاة عن أزمتها مع المكوث فى المنزل قائلة ' انا متزوجة 6 أشهر ، وزوجي يعشق الخروج والزيارات العائلية واجهت صعوبات في محاولة إقناعه بعدم الخروج ووقف الزيارات ' .
وتبدا الحكومة المصرية في تطبيق حظر تجوال جزئى من الساعة السابعة مساءً وحتى السادسة صباحاً اعتبارا من اليوم ، غير ان حملات ودعوات حكومية انطلقت منذ أكثر من أسبوع ناشدت جموع المواطنين للمكوث في المنازل ووقف الاختلاط في محاولة للحد من إنتشار فيروس ' كورونا' المستجد والذى راح ضحيته الالاف حول العالم في أيام معدودة.
ياسمين تؤكد أن حملات التطهير والتنظيف في المنزل أصبحت لا تتوقف ، واصبحت تقضي اغلب الوقت بين المرآة و الموبايل لمتابعة الاحداث ، خاصة مع قطع الزيارات في الوقت الحالى .
لم يختلف حال فاطمة 20عاما الطالبة في كلية الآداب عن حال سابقتها لكنها تعشق الأكل أكثر فتقضي وقتها ما بين التفكير في الإفطار والغداء والعشاء وما بينهم من حلويات تقول ' لا أستطيع أن أمنع نفسي '
تقول ' الدايت اللى كنت ماشية عليه باظ وباكل كل الممنوعات ' وتتسأل ' أنا بعد الأزمة متعدي والحياة تعود هرجع اخس ازاى ' وتؤكد فاطمة أنها لم تخرج من منزلها منذ 12 يوماً ولازال الأمر مستمر لمدة اسبوعين .
حال اسما 30 عاما خريجة كلية الصيدلية تهتم أكثر بالتوعية فقامت بإعداد فيديوهات توعوية عن 'فيروس كورونا المستجد ' على مواقع التواصل الاجتماع وقناة اليوتيوب الخاصة بها ، لذلك تقضي اغلب اوقاتها امام شاشة اللاب توب في محاولة لمساعدة المجتمع ' اول ما أصحى أشرب قهوتي واقعد على اللاب توب '.
'هذا هو البديل الوحيد أمامي الأن ، كنت بخرج بسيارتي للمطاعم والكافيهات مع زوجي حتى منتصف الليل' هكذا تنهي أسما حديثها لـ ' أهل مصر'
وأضافت:' كنت بحب الخروج فى الكافيهات او المطاعم أو نتمشى بالعربية انا وجوزى لكن الظروف طبعا لا تسمح وفضلت اننا نقعد فى البيت ونحاول نسلى نفسنا طول اليوم.
إلتجأت رانيا 40 عاما خريجة كلية التربية إلى الله في محاولة تعويض التقصير في قضاء فروض العبادة قائلة ' الظروف اللى بنمر بيها خلتنى اخاف انى أموت فى أى وقت وانا مقصرة فى الصلاة بسبب شغل البيت والأولاد او مزعله حد منى؛ عشان كدا قررت اصلح علاقتى بربنا وأبدأ اوظب على الصلاة وقراءة القراءن'.
بجانب هذا استثمرت رانيا وقت جلوسها في المنزل جبراً في تحفيظ أولادها سور من القرآن' ، بينما تقضي منال صاحبة 24 عاماً خريجة معهد خدمة أجتماعية وقتها في قرأة الرويات ' انا بحب الرويات جداً واستغليت الفرضة عشان أقرأ روية حور للكاتب محمود بكرى من اصدارات عام 2017 على رواياتي، وعايشة دور البطلة.
تستكمل رانيا كنت بنزل شغلى بشكل يومي من الساعة 4 عصرا إلى الساعة 10 مساءا ، لان دا طبيعة عملى سكرتيرة فى مركز أطفال.
في نفس السياق نصحت الدكتورة سامية خضر صالح استاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس السيدات في إستغلال فرصة تواجدها فى المنزل هى وأطفالها؛ وأن تغير أسلوب حياتها وأن تهتم بأطفالها وزوجها وتجعلهم فى المقام الأول وأن تنسى مقولة بعض النساء ' أهم حاجة شغلى ' وأن يصبح بيتها وأبناءها هم أهم شئ، وأن تعوض الأم البعد عن أطفالها ،وأن تقلل من عصبيتها.