هل خلق الإنسان وجعل كل حياته مقسمة بين واجبات وفروض دينية ؟ وهل وظيفة الأديان هى أن تقيد الإنسان بقيود تمنعه من أن يعيش الحياة كما يرى أنها تروق له ؟ هل تقيد الأديان الناس بقيود تحرمهم متع الحياة ؟ وما هى درجات الفروض والواجبات الشرعية ؟ حول هذه الأسئلة ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الفقهاء الواجبات تنقسم من جهة وقت الأداء إلى الواجب المطلق : وهوما طلب الشارع فعله حتما ، ولم يعين وقت لأدائه کالكفارة الواجبة على من حلف يمينا وحنث ، فليس الفعل هذا الواجب وقت معين ، فإذا شاء الحانث كفر بعد الحنث مباشرة ، وإن شاء كفر بعد ذلك . كما يشمل ذلك أيضا الواجب المقيد أو المؤقت : هوما طلب الشارع فعله حتما في وقت معين الصلوات الخمس ، حدد لأداء كل صلاة منها وقت معين ، بحيث لا تجب قبله ويأثم المكلف إن أخرها عنه بغير عذر . وكصوم رمضان لا يجب قبل الشهر ولا يؤدی بعده . ومثله كل واجب عين الشارع له وقتا . ولكن بخلاف ذلك فإن كل من
تقسيم الأصول الشرعية لواجب ومندوب وسنة ومستحب
كما قسم الأصوليون الأصول الشرعية للأعمال إلى الواجب والمندوب والمستحب والسنة، فالواجب هو ما يثاب المسلم على عمله ويعاقب على تركه، و ينقسم الواجب من ناحية تقديره وتحديده من الشارع إلى واجب محدد وواجب غير محدد ، سواء أكان ذلك من حقوق الله تعالى الصلاة والصيام والحج ، أم من حقوق الآدميين كالديون والنفقات والنصيحة . أما المندوب : الندب لغة ، هو الدعاء إلى الفعل والمندوب اصطلاحا : هو ما طلب الشارع فعله من المكلف طلبأ غیر حتم . وأما معناه بخواصه : فهو ما يحمد فاعله ولا يذم تارکه. ويدخل في ذلك السنة : والسنة هى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأظهره حالة كونه في جماعة وداوم عليه ولم يدل دليل على وجوبه ، وهذا مذهب المالكية ، وقريب منه مذهب الحنابلة ، فقد جعلوا المندوب ثلاث مراتب ، أعلاها : السنة ، ثم الفضيلة ، ثم النافلة .