ذكرى حرب أكتوبر 37 من دفتر ذكريات بليغ حمدي .. «لم لو يقتحم مبنى ماسبيرو ما اشتعلت كتابة أغاني النصر»

ذكرى حرب أكتوبر 37
ذكرى حرب أكتوبر 37

لم يتوقع أحد في شوارع القاهرة وأذقتها أن تطلق الإذاعة المصرية كلمات تشعل الأمل وتؤكد نصر قواتنا المسلحة على العدو، الذي طالما احتل أرض سيناء متوقعًا أن هزيمته استحالة إلا باستخدام السلاح النووي.

قطعت إذاعة القاهرة هدوء الشارع المصري، بموسيقى عسكرية، تبعها تلاوة البيان رقم واحد مع المقدمة الشهيرة «هنا القاهرة» وبعض الموسيقى التي كانت إشارة بدء الضربة الجوية.

تأثير حرب أكتوبر 37 على السياسة والفن والاجتماع

لم تؤثر حرب أكتوبر على المشهد السياسي في مصر والمنطقة فحسب، بل كان لها تأثيرها الكبير على كافة المستويات السياسية والاجتماعية وغيرها.

وفي الفن، كان لها تأثير على إفراز أغان قدمها كبار نجوم الغناء تفاعلا مع انتصارات أكتوبر ويوم الثأر والكرامة، وكان الموسيقار بليغ حمدي صاحب الشرارة في تقديم أغاني حرب أكتوبر، والذي تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ90.

بليغ يقتحم ماسبيرو ويحصل على استثناء أمني لتسجيل «بسم الله»

عقب اندلاع حرب أكتوبر عام 1973 أسرع الموسيقار بليغ حمدي مع سماعه أنباء انتصار الجيش المصري، إلى مبنى ماسبيرو ورافقته وردة والشاعر عبدالرحيم منصور، لتسجيل أغنية بمناسبة النصر العظيم، عصر يوم 6 أكتوبر.

ولكن أجواء الحرب لها حسابا أخرى، بالأمن المسؤول في المبنى رفض دخول أي مواطن مدني أيا كان في حالة الطواريء إلى المبنى الأهم والأخطر في حالات الحرب.

هنا صرخ بليغ حمدي «هاتوا وجدي الحكيم» وكان مسؤولا بالإذاعة وقتها، وحضر وجدي الحكيم ليحاول أن يفهم بليغ حمدي أن الحرب بدأت ولن يستطيع ووردة دخول مبنى التليفزيون لأنه سيادي ليصرخ بليغ حمدي «هأعمل محضر فيكم أنكم رافضين تخلوني أغني لبلدي».

وبعد إصرار شديد من بليغ حمدي وعدم تركه مدخل المبنى سمح له بابا شارو مدير الإذاعة وقتها بالدخول.. لكنه أبلغه ان البلد في حالة حرب ولاتوجد ميزانية لعمل أغان جديدة.. فقرر «بليغ» كتابة إقرار أنه متحمل كافة مصاريف الأغاني من كلمات وفرقة موسيقية واستدعي أحمد فؤاد حسن قائد الفرقة الماسية والذي رفض تقاضي أي مبلغ ورفض الشاعر عبدالرحيم منصور تقاضي أي مبالغ أيضا، وذلك وفقا لما روته الراحلة وردة في أحد لقاءاتها.

بليغ حمدي ووردة أثناء حرب أكتوبر في ماسبيرو

أول أغاني سجلت بمناسبة حرب أكتوبر 37

كتب الشاعر عبدالرحيم منصور أغنيتين وهما «بسم الله» و«أنا على الربابة» وبدأ بليغ حمدي في تلحين الأغنية الأولي على سلالم ماسبيرو.. وانتهي منها عند مغرب يوم السادس من أكتوبر..

لم يحضر الكورال لظروف حظر التجوال بسبب الحرب فجمع بليغ حمدي جميع العاملين بمبني الإذاعة والعمال وحفظهم اللحن وعند منتصف الليل كان بليغ قد سجل الأغنية والتي سمعها بابا شارو فجر يوم 7 أكتوبر.

ثم بعدها بدأ توالي حضور أعضاء الفرقة الماسية لمبني الإذاعة والتلفزيون، وأذيعت الأغنية «بسم الله ..الله أكبر» صباح يوم 7 من اكتوبر كأول أغنية عن حرب أكتوبر.

وردة تغني على الربابة في ثاني أغنيات نصر أكتوبر 73

جلست الراحلة وردة لساعات في مبني الإذاعة والتليفزيون على أحد المقاعد متخلية عن حذاءها في انتظار دورها في تسجيل أغنية «وأنا على الربابة بأغني».

وتسابق بعدها نجوم الغناء لتقديم أغاني حرب أكتوبر وكان منها أغنية من كلمات الشاعرة نبيلة قنديل بعنوان «رايات النصر» كان المخرج الكبير يوسف شاهين ينوي تصويرها في أحد أفلامه لكنه قرر إهداءها للإذاعة مع اندلاع الحرب وذهب إلى الإذاعة بصحبة الموسيقار على إسماعيل الملحن، لتسجيل الأغنية التي شدت بها المجموعة.

بيلغ حمدي مع الفرقة الماسية - ذكرى أكتوبر 73

عبد الحليم يدخل السباق بأجمل أغنيات نصر أكتوبر 73

قدم العندليب عبدالحليم حافظ أغنية «عاش اللي قال» التي كتبها الشاعر محمد حمزة بعد أن قرأ مقالا للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وتأثر به، ولحنها بليغ حمدي. كما قدم أغنية «صباح الخير يا سينا'» ولحنها الموسيقار كمال الطويل من كلمات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي.

وتوالت بعد ذلك أغاني الانتصارات وكان منها والأكثر نجاحا ما قدمته شريفة فاضل بأغنية «أم البطل» حيث استشهد ابنها خلال الحرب وبكت شريفة كثيرا خلال تسجيلها الأغنية إلا أن الفنانة فايزة أحمد التي كانت بصحبتها وقتها دعمتها بشكل كبير.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً