تجلس شيرين فتاة البسيطة في ملابسها ، ولكن على قدر عالي من الجمال تبلغ من العمر 19 عاما، داخل محكمة الأسرة، لا تبالي بمن حولها رغم نظرات الكثير لها، اقتربت منها فكان في داخلي فضول كبير حول ما الذي يجعل فتاة في عمرها الصغير وبهذا القدر من الجمال تجلس داخل قاعة انتظارات محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع، ولم يكن معها سوى المحامي فقط ووالدتها.
روت شيرين قصتها لـ 'أهل مصر'، وبدأت حديثها، أنها تزوجت منذ عامين فقط من شاب يكبرها بـ 10 أعوام، حيث كان اختيار والديها لها، قائلة: 'من صغري وأهلي بيخافوا عليا جدا، حتى دروس المدرسة كان والدي بيروح معايا، مكنتش بخرج في أي مكان لوحدي وكل ما أتكلم معاهم إني كبرت يقول لي مينفعش، جمالك يخلي أي حد يطمع فيك، وكنت بيتقدم ليا ناس كتير بعد ما وصلت الـ15 سنة، كان والدي يقول لسه صغيرة، ويرفض لحد ما وصلت سن الـ 18، واتقدم لي موظف أكبر مني بـ 10 سنوات وأنا كنت في الجامعة لسه بدرس، وطلبت من والدي أن ينتظر حتى انهي دراستي ونتزوج، لكنه قال خير البر عاجله، وأنه موافق أكمل دراستي بعد الزواج'.
وتابعت: 'وافقت على الزواج بعد ما وعدني باستكمال دراستي، ولم يكن لدي حرية التفكير في جوانب أخرى، أو ثقافة التعرف عليه جيدا قبل الزواج، خاصة أنني لم يسبق لي التعرف على شاب أو الوقوع في غرام أحد وكان هو بالنسبة لي التجربة الأولى وهو يعلم ذلك جيدا، لكن كانت الصدمة بعد الزوج، حيث وجدت أنه يتحكم بكل شيء حتى أدق خصوصياتي ولا سيما هاتفي الشخصي وحديثي مع صديقاتي بالجامعة، وغيره من الاشياء حتى وصل الأمر إلى محاسبتي على كل دقيقة خارج المنزل أو في الجامعة، وفي حالة ما حدث شئ وتأخرت دقائق عن موعدي تحدث مشاجرة كبيرة تصل حد الأذى النفسي'.
واستكملت، في البداية توقعت أن كل ما يحدث بدافع الغيرة، 'لكن اكتشفت إنه بيشك فيا'، واتضحت لي الرؤية أكثر عقب مقابلة ابن أخيه الذي يدرس في العام الرابع بنفس جامعتي، عن طريق الصدفة، وطلب أن يوصلني إلى المنزل رافضًا أن أسير وحدي، وبعد إلحاح منه وافقت وخطر ببالي أن ارد له هذه المجاملة بعزومة على الغداء معانًا، وخلال تفكيري فيما يدور، اتصل زوجي يسألني أين أنتي الأن؟ أخبرته أنني في طريقي للمنزل ومعي ابن أخيه وسألته عن رأيه في أن يتناول معنا الغداء، فكان منه أن أغلق الهاتف ووضعني في موقف محرج أمام أحد أقاربه الذي عاملته بالحسنى من أجله.
وأضافت' عقب وصولنا للمنزل، تعمدت التعامل بطبيعتي دون أن أظهر أي شئ غريب أمام الضيف، حتى ذهب وتركنا لتبدأ فقرة الأسئلة المعتادة، 'قابلك فين، دي أول مرة تشوفيه' وغيرها من الأسئلة التي توحي بالشك وعدم الثقة، وتطور الأمر معه ليقول: 'حاس إنك على علاقة بيه ولو جبت دليل هموتك'، وتحولت حياتي إلى شك طوال الوقت مصاحب بتهديدات مروعة، حتى شعرت ذات ليلة بيده ملفوفة حول رقبتي واستيقظت على فزع، ليكون رده: 'بجرب اللي هعمله فيكي لما اتأكد من خيانتك'.
وتابعت، أصبحت حياتي جحيم وعقلي لا يتوقف عن التفكير والتصورات المرعبة، ولجأت لوالدتي وطلبت منها أن تقنع والدي بالطلاق، ولكنه كما توقعت رفض وقال، 'لو فكرتي في كدا هكون
غضبان عليكي وحاولي تمشي أمورك مع زوجك'، لكن لم أستطع التحمل أكثر من ذلك، وقررت ترك بيت الزوجية والذهاب لأهلي وطلب الطلاق، على الرغم من موقف والدي، وقررت والدتي مساعدتي بعدما رأت أني وصلت إلى مرحلة الانهيار، ورافقتني إلى محكمة الأسرة لاتخاذ إجراءات الخلع، ومازالت الدعوى منظورة أمام القضاء.