قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، إن هناك تصدير صورة سيئة لأي عالم تربطه بالحاكم علاقة جيدة؛ مضيفا: هذا أدى إلى أن العالم المواجه لفكر التطرف أصبح مكلفا على عاتقه أن يصحح هذا الخطاب التكفيري، والذي يجعله في مرمى دائرة الاغتيال والقتل، كما حدث للمرحوم محمد حسين الذهبي.
وخلال حلقة اليوم من برنامج "الحق المبين" مع الإعلامي أحمد الرديني، تابع الأزهري: "في ظل هذا الجو المعتم وهذا العبث بنصوص الشريعة وبالتكفير وبالتاريخ، وبتصدير نماذج وإخفاء نماذج في ظل هذا المشهد يقف الأعم الأغلب من الناس يرقب هذا الحال إذا كان الإخوان عددهم قليل أو كثير، فأين بقية الـ100 مليون مصري الذي يصب في وعيه وثقافته هذا العبث الفكري؟".
وواصل الأزهري: من نتاج هذا العبث المتراكم أن الوعي المصري العام اللي بيشوف هذا المشهد الديني، ويرى ضغط وإلحاح هائل على دور فقهاء سلطان، وإنه الأصل في علاقة العالم بالحاكم هي الصدام وأنه يرى كفر الحاكم، ولا يسمح بوجود علاقة حسنة به لأنه إذا ترك صورة جيدة لعلاقة العالم بالحاكم تمر إلى وعي الناس، يبقى مش هيعرف يبني منظومته الفكرية التي يرى بها كفر الحكام.
واختتم الأزهري: "عندما يتم تصدير هذه الصورة يأتي عدد كبير من الأذهان والعقول التي ترقب المشهد، وترى إنه كل هذه الجماعة علماء وفقهاء سلطان، وصلة العالم بالحاكم الأساس بها هي الصدام، ثم يُفاجأ بعد فترة بأنه نفس هذا الشيخ السلفي أو الإخواني يظهر في مشهد آخر، أو تربطه صلة حسنة أو فجأة ينقض على الرئيس الذي زكاه ويأمر بقتله، هذا المشهد يؤدي في النهاية إلى حالة مزمنة من فقدان الثقة في الهيئة الدينية بأكملها، ومن هنا تطرح قضية الإلحاد بسبب العدوان التكفيري وشدة قبح خطابه الصادر منه، ولعدم وجود طرف آخر يمكن النقاش معه باحترام".