شيخ الأزهر يكشف شروط وسر استحباب أن يكون الدعاء خفية.. فيديو

شيخ الأزهر احمد الطيب
شيخ الأزهر احمد الطيب

قال، فضيلة الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن عبادة «الدعاء»، والتجاء المسلم إلى ربه، وتضرعه إليه تعالى في كل أموره وشئونه، ما كان منها معتادا ميسورًا، وما كان عسيرا معقدا، وقد يظن كثيرون أن «عبادة» الدعاء عبادة ثانوية، أو هي عبادة مأمور بها على سبيل الندب والاستحباب، وأن العبد مخير بين أدائها وتركها، وكل ذلكم ظن خاطئ، مصدره الغفلة عن موارد الأمر والنهي في القرآن الكريم، والحقيقة هي: أن الدعاء عبادة مأمور بها في آيات كثيرة من آيات القرآن الكريم، أُمر بها النبي.

وأضاف 'الطيب'، في كلمته خلال احتفالية مصر بليلة القدر، المذاع عبر فضائية 'اكسترا نيوز'، اليوم الثلاثاء، أن أن الدعاء عبادة مأمور بها في آيات كثيرة من آيات القرآن الكريم، أُمر بها النبي محمد ﷺ كما أُمر بها المؤمنون سواء بسواء، من ذلك قوله تعالى مخاطبا نبيه ﴿وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ﴾، ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾، ﴿وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾.

وأكد أنه هناك شروط للدعاء المستجاب وادائها في رمضان، من ذلك أمره تعالى عباده المؤمنين بالدُّعاءِ في قولِه سُبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾، وآياتٍ أُخرى كثيرةٍ تتَضمَّن أمرًا بالدُّعاءِ والتَّعَبُّدِ به، وبعضُها يُشير إلى صفة «الخشوع والضَّراعة» التي ينبغي أن يتَّصفَ بها الدَّاعي حال دُعائه، مثلَ قولِه تعالى: ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾، ومعنى «الخُفْيَة» هي ما خَفِي سِرًّا في نفس الدَّاعي، وذلك حتى لا يَتَسَرَّب إليه الرِّياء، ويُفسِد عليه عبادةً من أهمِّ العبادات، وقد أثنى اللهُ تعالى على هذه الصِّفةِ في دُعاءِ نَبيِّه زكريَّا عليه السَّلام، في قولِه سُبحانه: ﴿ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾، كما أثنى عليه النبي، في قولِه: «خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي».

الخفاء في الذكر والدعاء

وأوضح أنَ استحباب الخفاءِ في الذِّكْرِ وفي الدُّعاءِ لا يَعني ذمَّ الجَهْرِ بالدُّعاءِ أو النَّهيَ عنه، كيف! وكلُّ ما نُقِلَ لنا من أذْكَارِه، وأدعيتِه كان جَهْرًا، ولو أنَّه كان سِرًّا لما نُقِلَ إلينا شيءٌ منها، والذي تُرشِدُ إليه الآية الكريمة هو: النَّهيُ عن الجَهْرِ الذي يَخرُجُ بالدُّعاء عن حَدِّ الوقارِ والخشوعِ وأدبِ المناجاةِ، والمتَّفَقُ عليه بين العلماء هو: أنَّهم لا يَعرفون خِلافًا مُعتَبرًا في أنَّ السِّرَّ في أعمالِ البِرِّ كُلِّها –من غيرِ الفرائض- أعظمُ أَجْرًا من الجَهْرِ بها؛ لقولِه: «إِنَّ أفْضَلَ صَلَاةِ المَرْءِ في بَيْتِهِ، إلَّا الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ»، وقولِه: «صَدَقةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ»، وقولِه: «الجَاهِرُ بِالقُرْآنِ، كَالجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، والمُسِرّ بِالقُرْآنِ، كَالمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ»، ودليلُ ذلك -أيضًا- حديثُ أبي موسى، الذي يقولُ فيه: «كُنَّا مع النَّبيِّ في سَفَرٍ، فَكُنَّا إذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقالَ: اِرْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ»، [أي: ارْفُقوا بأنفسِكم واخفِضُوا أصواتَكم]، ثم قال: «فَإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا، وإنَّما تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا».

وتابع فضيلته أن السُّنَّة المُطَهَّرة جاءت فأكَّدت على مركزيَّةِ «الدُّعاء» وأهميتِه القُصوى في حياةِ المسلم، وارتباطه بربِّه والتعلُّق بحَبْلِه المتين، وبَيَّنَتْ أنَّ الدعاء يَرْقَى إلى مستوى العبادةِ نفسها، وذلك في قولِه ﷺ: «إنَّ الدُّعاءَ هوَ العِبادةُ، ثمَّ قرأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، وقوله في حديثٍ آخَر: «الدُّعاءُ مُخُّ العِبادةِ»، وتعليل ذلك -فيما يقول شُرَّاحُ الحديث– أنَّ مَنْ يَدْعو ربَّه فإنَّما يدعوه بعد أنْ ينقطعَ أَمَ

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً