شيخ الأزهر يوضح شروط الدعاء المستجاب.. «ألا تتعجلوا الإجابة»

شيخ الأزهر احمد الطيب
شيخ الأزهر احمد الطيب

قال فضيلة الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن من أدب الدعاء، أن يستنفذ العبد مع الدعاء كل الأسباب اللازمة لنيل المطالب وبلوغ الآمال.

وأضاف 'الطيب'، في كلمته خلال احتفالية مصر بليلة القدر، المذاع عبر فضائية 'اكسترا نيوز'، اليوم الثلاثاء، أنه الدليل على ذلك وهو أمر القرآن للنبي بالدعاء وأمر به المؤمن من ورائه، وهو القرآن نفسه الذي أمرهم بان يعدوا العدة للأمر قدر الطاقة المستطاع، متابعًا: 'وأعدوا لهم ما استطعم من قوة  ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم والله يعلمهم'.

وأوضح أن من آداب الدعاء ان يتحرى الداعي اوقات الاجابة والأزمنة المباركة ومنها شهر رمضان وخاصة العشر الأواخر منها وكذلك يوم عرفة ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل وأوقات السحر.

شروط العلماء

وأشار شيخ الأزهر، إلى أن كم شروط العُلماء للدعاء المستجاب، وآدابه التي استَخلَصوها من سيرتِه وتوجيهاتِه في دعائه وأذكاره، مبينا أن من شروط الدَّاعي أن يكون مَطعَمُه حلالًا، ومَلْبَسُه حلالًا، وأيضًا من شروطِه، ألَّا يَتَعجَّلَ الإجابةَ؛ لحديثِ أبي هريرةَ أنَّ رسول الله، قال: «يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي»، وأمَّا آدابُ الدعاءِ فمنها: أن يَستَنفِدَ العبدُ -مع الدُّعاء- كلَّ الأسبابِ اللازمة لنَيْلِ المطالب وبُلوغِ الآمال، والدليلُ على ذلك أنَّ القرآنَ الذي أمَرَ النَّبيَّ بالدُّعاء، وأمَرَ به المؤمنين مِن ورائِه هو القرآنُ نَفْسُه الذي أمَرَهم بأن يُعِدُّوا العُدَّةَ للأمر قَدْرَ الطَّاقة، وقَدْرَ المستطاع ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾.

وأضاف فضيلته أن من آدابِ الدعاءِ أيضا أن يَتحرَّى الدَّاعي أوقاتَ الإجابةِ وأزمنتَها المباركة، ومنها: شهرُ رمضان وبخاصَّةٍ: العَشْرُ الأواخرُ مِنْهُ، وكذلك يَوْمُ عَرَفة، ويَوْمُ الجُمعة، والثَّلُثُ الأخير من الليل، وأوقاتُ السَّحَر، وكذلك من آدابِ الدُّعاء: استقبالُ القِبْلَةِ وخفضُ الصَّوت؛ لقولِه تعالى: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴾، والمراد بالصلاةِ في هذه الآية: الدُّعاءُ، كما أَخْبَرتْ بذلك عائشةُ أمُّ المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها، ومِن هذه الآدابِ: رفعُ اليدين؛ لقولِه ﷺ في حديثِ سلمانَ الفارسيِّ: «إنَّ اللهَ حَيِيٌّ كريمٌ، يَستَحِي من عبدِه إذا رَفَعَ يديْهِ أن يرُدَّهُما صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ»، ومن الآداب أيضًا: أن يَستَفتِحَ الدَّاعي دُعاءَه بذِكرِ الله تعالى وبالصَّلاةِ على رسولِه ﷺ، ويختمَه بما بدَأَه به.

 

 

ولفت فضيلته إلى أنه مِمَّا يجدُر ذِكْره في مسألة «الدُّعاء»، هو ما يُنبِّه إليه العلماء من أنَّ هناك دعوات مُستجابة لا تُغْلَق في وَجْهِها أبواب السَّماء أبدًا، في مُقدِّمتها، بل على رأسِها: دعوةُ «المظلوم» قال العلماء: وإنْ كان المظلوم فاجرًا، بل قالوا: وإن كان كافرًا، ولا عجب؛ فدعوةُ المظلوم -كما وردَ في الحديثِ الشَّريف- تُحْمَل على الغمامِ وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ، ويستقبلها المولى بقولِه: «وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكِ ولَو بعدَ حينٍ»، ومن هذه الدَّعواتِ المستجابة دعوة الوالد على وَلَدِه الذي يَعُقُّه ويُؤذيه ويَظلِمه، ثم دعوةُ الصَّائمِ حين يُفطر، ودعوةُ الإمامِ العادل، ودعاء العبدِ لأخيه بظَهْرِ الغيب، والولَدِ لوالديه، ودعاء الذين يَذْكُرون الله كثيرًا، ودعوةُ المريضِ والمُبْتَلَى وكثيرِ التعرُّف على الله في الرَّخاءِ والشِّدَّة، وحاملِ القُرآن الكريم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً