عرضت قناة 'الناس'، دعاء مؤثرا للشيخ الشعراوي في يوم عرفة، أثناء إلقاء خطبة نادرة يوم عرفة عام 1396 هجريًا الموافق 1976 ميلاديًا.
فضل يوم عرفة
وناجى الشيخ الشعراوي ربه قائلا: «يا رب نسألك يا رب كل شيء بقدرتك على كل شيء اغفر لنا ولهؤلاء جميعا كل شيء، ولا تسألنا عن شيء، إنك ما دعوت عبيدك لزيارة بيتك، إلا وأنت تريد بهم الخير، وتريد لهم الرحمة، وكل داع نعرفه حين يدعو مدعويه يعد لهم من الحفاوة والتكريم ما يليق بسماحك وما يناسب كرمك».
وتابع: «إنك يا رب جواد وأنك واجب وأنك ماجد، عطاؤك سلام وعذابك سلام، إنما أمرك إذا أردت شيء أن تقول له كن فيكون».
وفي وقت سابق قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن اليوم الثلاثاء بإذن الله تعالى يقف الحجيج على عرفة، و«الحج عرفة» فهو ركنٌ يفوت الحج على الحاج إذا تركه، ركنٌ من أركان الحج، يذهبون هناك فيصلون الظهر والعصر جمعًا وقصرًا تقديمًا في عرفة، والإمام يخطب بهم في مسجد نَمِرة في وادي عُرَنة، ووادي عُرَنة ليس من عرفات، فلا يجوز الوقوف فيه، وبعدما ينتهي المسلمون ممن صلوا مع الإمام ينتقلون خطوةً واحدة فيكونون في عرفة، فبين نمرة وعرفة خطٌ واحد، يقفون من أجل الذكر، وقراءة القرآن، والدعاء، والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، وتنقية القلوب، يقفون فتتباهى بهم الملائكة، وقد تجرّدوا من ثيابهم، يقفون لتتعلق قلوبهم الضارعة برب العالمين.
وتابع فضيلة المفتي السابق، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: تتعلق القلوب ابتداءً من صلاة الظهر تعلقًا خاصًا، ولذلك ونحن هنا فإننا نصوم هذا اليوم، ولا يُستحب الصيام للحاج حتى يتقوى على أعمال الحج، وعلى الذكر، ولكن يُستحب الصيام لنا هنا نشارك إخواننا التضرع إلى الله، فغدًا من وظائفه أن تصومه، وللصائم دعوةٌ مستجابة، وللصائم فرحتان، وبعد ظهر الغد إن شاء الله نبدأ تكبير العيد «الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد» وهكذا كان يُكبّر سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ولم يرد تكبيرٌ مخصوص بهيئةٍ وصيغةٍ مخصوصة عن سيدنا ﷺ ، ولذلك توسّع المجتهدون، ولما دخل الشافعي مصر فوجدهم يُكبّرون الله سبحانه وتعالى هذا التكبير البديع الذي نُكبّره إلى يوم الناس هذا «الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون»، ثم زادوا عليها الصلاة على النبي ﷺ فصلوا عليه، وعلى أهله، وعلى أزواجه، وعلى أنصاره، وعلى أتباعه، وعلى ذريته إلى يوم الدين استحسن الشافعي ذلك، وقال: «فإن كبّروا بما يُكبّر الناس عليه اليوم فحسن» فسار المصريون على هذه السنة وشاعت عنهم، وهكذا نكبّر بعد كل صلاة، ابتداءً من ظهر غدٍ إن شاء الله تعالى وهو يوم عرفة، حيث ينتهي المسلمون من صلاة الظهر والعصر مع الإمام، ثم يدخلون عرفة غدًا ابتداءً من الظهر، وانتهاءً بالمغرب يجمعون بين لحظةٍ من النهار ولحظةٍ من الليل، ثم يدفعون إلى المزدلفة.