قالت الإعلامية إنجي أنور، أن الأوضاع في المنطقة عبارة عن قوس كبير مفتوح، فتحنا القوس بغزة ثم الضفة الغربية ثم جنوب لبنان ثم الجولان السوري المحتل ثم لبنان مع ايران واليمن والعراق، وعندما كانت تغلق هذه الاقواس، فتحنا القوس من جديد لتدخل حلب وادلب وحماة وشمال سوريا، كل التطورات حوالنا أصحبت مشتتة تركيزنا على الجبهة الأساسية وهي الحرب العالمية على غزة، ومازال القوس مفتوح ولا يغلق.
وأضافت إنجي أنور، خلال برنامجها "مصر جديدة"، المذاع على قناة ETC، قائلة: أن ما يحدث جزء من صراع إقليمي أوسع على النفوذ والمصالح في المنطقة، وهذا بعدما حدث تخريب في البنية السورية والتركيز على تنوعها الطائفي والعرقي والعقائدي، تمهيد الأرض لزعزعة استقرار أي دولة، بزرع الفوضى والاحباط والضغط عليها بكل الطرق، وهذا ما حدث في سوريا وجعلها ساحة صراع به تعقيدات كثيرة.
وأوضحت إنجي، قائلة: انه ستجد النظام السوري وسط تلك الظروف يلجأ للتحالف مع الروس والايرانيين، من أجل أن يحمي نفسه من الانهيار وللتعامل مع الذعر التركي من تحركات الأكراد الموجودة على حدودها والذي أصبح لهم قوات خاصة هي "قوات سوريا الديمقراطية" التي أغلبيتها من الأكراد وتنظيمات أخرى ودول مدعومين من الأمريكان بشكل مباشر وغير مباشر، ستجد قوات من الحشد الشعبي العراقي المدعوم من ايران وتضم "كتائب حزب الله العراقي" وقوات "فاطميون" تقرر تدخل سوريا تدعم جيشها الرسمي على جبهات الشمال ضد هجوم "هيئة تحرير الشام"، فالروس يبحثون على مصالحهم وتواجدهم في الشرق الأوسط، والايرانيين يعتبرون سوريا عمق استراتيجي لهم، وستجدهم دائمًا يدعمونهم على خلفية ايديولوجية بقوات من حزب الله اللبناني ومن الحرس الثوري الايراني ومستشاريين عسكريين.
واختتمت إنجي، قائلة: أن بهذا الوضع ومع الأحداث في غزة والتصعيد الذي حدث في لبنان والمتفرض انه هناك الان هدنة لمدة 60 يوم، جعل الكل يحاول يحسن موقفه على الأرض ويضمن مصالحه، خاصة انه هناك رئيس جديد جاي في البيت الأبيض عنده أجندة خارجية مختلفة، وكيان صهيوني يريد أن يضمن ان سوريا لن تدعم اعادة حزب الله لاستعادة قوته، وهذا ما جعل المشهد مرتبك، لإن المصالح متداخلة، فكل طرف يحرك أدواته على رقعة الشطرنج والضحاياهما السوريين نفسهم، كما أن الان متاهة سوريا أعقد بكثير من متاهة لبنان .. لكن في النهاية لازم يكون لها طريق للخروج وكل ما نتمناه هو اننا نصل له في أسرع وقت وبأقل خسائر.