يمر مشهد الأمن السيبراني في مصر بمرحلة انتقالية تركز على تنمية الوعي مع نشر ثقافة التأمين المعلوماتي بهدف حماية البيانات وتعزيز خصوصية المستخدمين في ظل التحول الرقمي الذي سيطر على مجالات الحياه اليومية وظهور مجموعة من الأدوات الرقمية الحديثة بما يضمن تطوير توجهات المجال السيبراني ومسايرة التجارب العالمية الرائدة الأمر الذي حاولنا في 'أهل مصر' التعرف عليه عن قرب عبر لقاء خاص مع المهندس 'أحمد أشرف' مدير إقليمي للمبيعات المسبقة بشركة «كاسبرسكي» المتخصصة بحلول ونظم الأمن السيبراني الذي تحدث عن تعاظم التهديدات الأمنية خلال الفترة الماضية وروشتة القطاع المصرفي لمواجهة التحديات المعلوماتية ودور الحلول والنظم الأمنية في ذلك.
وكشف 'أحمد أشرف' أن الشركة تقدم عدة مبادرات لدعم الوعي السيبراني وتأمين البيانات بالتعاون مع عدد من جهات حكومية مثل معهد تكنولوجيا المعلومات من خلال عقد جلسات توعية وورش عمل لتدريب الآباء والأبناء فضلاً عن تأهيل المدربين وبناء قدراتهم.
التعاون بين كاسبرسكي والجهات الحكومية لتنمية الوعي والتدريب
ولفت أشرف في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر' إلى أن «كاسبرسكي» تتعاون أيضاً مع المركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات 'ايجي سيرت' (EG-CERT) بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بهدف تزويدهم بالبرامج الحديثة لتنمية الوعي والتثقيف السيبراني من خلال إطلاق البرامج الخاصة بالشركة على منصة 'ايجي سيرت' بشكل لدعم نشر ثقافة التأمين المعلوماتي وحماية البيانات.
تعاظم الهجمات الأمنية على خدمات التكنولوجيا المالية
جانب من اللقاء
وأكد أشرف تعاظم الهجمات الأمنية على قطاع (Fintech) التكنولوجيا المالية خلال الفترة الأخيرة بما يزيد من التهديدات السيبرانية وما ينتج عنها من ثغرات التي تحيط بأهم مجال بالقطاع المصرفي خاصة أنه يعتبر عصب التوجه العصري لجميع الخدمات الرقمية.
وضرب أشرف مثالا بالهجمات التي أصابت شركة فوري للتكنولوجيا المالية والمدفوعات الرقميه خلال الفترة الأخيرة مشيراً إلى أن الهجمات الأمنية على مجال التكنولوجيا المالية تزداد لحداثة القواعد المنظمة والجوانب التشريعية لعمل تلك المنصات بذلك المجال حيث لا تأتي بنفس دقة وتنظيم قواعد وقوانين التابعة للبنك المركزي.
حداثة تشريعات مجال التكنولوجيا المالية
وأشار أشرف إلى أن تشريعات قطاع التكنولوجيا المالية بالإضافة إلى حداثة عهد تأمين بياناته تجعل من استهدافه بالتهديدات السيبرانية أسهل القطاعات المصرفية تحقيقا للثغرات الامنية والاختراقات المعلوماتية وذلك عبر هجمات الفدية 'رانسوموير' كذلك قطاع الطاقة والبترول.
الهاكرز تواكب التحول الرقمي لتطوير الهجمات السيبرانية
أوضح أشرف في حديثه لـ'أهل مصر' أن عملية التحول الرقمي تزداد عمقا في الحياة العامة مع وتحول أغلب الخدمات إلى شبكات الإنترنت خلال الفترة الاخيرة موضحاً أن ذلك هو ما يضاعف عدد الهجمات والتهديدات السيبرانية على كل الأصعدة بما فيها المستخدمين والمؤسسات والقطاع الحكومي.
كما تابع أشرف أن المحتالين وجماعات الهاكرز على الإنترنت يحاولون مواكبة الطرق المثلى لتنفيذ هجماتهم على قواعد البيانات في ظل التطور التكنولوجي.
تحويل الأموال فرصة كبيرة لاختراق البيانات
جانب من اللقاء
وأكد أشرف أن اعتماد المستخدمون على تطبيقات مالية معينة مثل (انستاباي) جعلهم مجال واسع للتصيد من قبل المخترقين لسرقة بياناتهم والحصول على أموالهم موضحاً أن الهجمات على المعاملات المالية أصبحت أسهل من ذي قبل.
إنتاج حلول أمنية لمواجهة التهديدات المعلوماتية
ولفت أشرف إلى أن شركة (كاسبرسكي) تنتج حلولا وأنظمة تقنية تساعد على مواجهة تلك الهجمات مثل برامج (انتي فيروس) على أجهزة الهواتف، منوها بأن رؤية الشركة ترى أن الهجمات تستهدف محورين الأول وهو التكنولوجيا لاختراق التقنيات المختلفة والثاني يدور حول المستخدم لسرقة بياناته وتصيد معاملاته المالية.
دور الوعي السيبراني في مواجهة محاولات اختراق البيانات
وصرح أشرف بأهمية عملية الوعي والتثقيف السيبراني لدى المستخدم ليكون قادر على التعامل مع أي محاولة اختراق أو مشكلة تقنية بأي جهاز لديه، فمثلا يجب الحرص بشدة في استخدام أية روابط خارجية المصدر لأن الضغط عليها كذلك البريد الإلكتروني يحتاج التعرف على المرسل وعدم الرد على المكالمات مجهولة المصدر لأن ذلك قد يكلفه ضياع بياناته واختراق المحتالين لهاتفه وأجهزته المختلفة.
كاسبرسكي تقدم برامج تدريبية مخصصة للبنوك والمؤسسات
وتابع أشرف أن شركة 'كاسبرسكي' تعتمد على تحقيق التكامل بين الحلول الرقمية ومعاملات المستخدمين لتقليل الأخطاء البشرية ومحاولة مواجهة الآثار السلبية الناتجة عنها المتعلقة بحماية البيانات.
وأضاف أشرف أن شركته تقدم مجموعة من التدريبات المختلفة على رفع درجة الوعي بأهمية التأمين السيبراني مخصصة للبنوك والمؤسسات لتعزيز الحفاظ على المعلومات وكيفية التعامل مع الهجمات الأمنية.
وأكد أشرف أن أغلب الهجمات المنتشرة خلال الفترة الماضية من نوعية «الهندسة الاجتماعية» والتي تعتمد على نقص وعي المستخدمين مثل الهجمات على الخدمات المصرفية في البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية مبيناً أن تأثير اختراق قواعد بيانات المؤسسات المصرفية يضرب سمعتها في مقتل لأن تقديم خدماتها على المصداقية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
