«الحشرة الإلكترونية» : جاسوس بوزن الريشة .. هل يستفيد منها البشر؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعد الحشرات الإلكترونية تقنية واعدة تحمل في طياتها إمكانيات هائلة، ولكنها في الوقت نفسه تثير مخاوف جدية. يجب على المجتمع الدولي أن يتعاون لتطوير إطار قانوني وأخلاقي مناسب لتنظيم هذه التقنية، وضمان استخدامها للأغراض السلمية.

وتعتبر الحشرة الإلكترونية صغيرة الحجم، قادرة على الاستماع إلى أحاديثك وتوثيق تفاصيل حياتك، بل قد تتدخل في خصوصياتك. هذه الفكرة، التي كانت في السابق محصورة في أفلام الخيال العلمي، أصبحت واقعًا ملموسًا. كما هو الحال مع العديد من الابتكارات العلمية، بدأ الأمر بدافع فضول علمي لاستكشاف كيفية طيران الحشرات، التي لا تحتاج إلى مدارج أو أبراج مراقبة.

تتميز الحشرات الإلكترونية بعدة خصائص تجعلها مثالية للاستخدام في الحياة المعاصرة، وأهمها حجمها الصغير وقدرتها على التسلل بسهولة تحت الأنقاض وبين الجدران المهدمة أثناء الكوارث لتحديد مواقع الضحايا بدقة. ومن ناحية أخرى، يمكن استخدامها في الزراعة لتلقيح المحاصيل، بل قد تُنتج العسل كما تفعل خلايا النحل.

تتمتع هذه الحشرات الآلية بمرونة حركة مشابهة للذباب، مما يساعدها على تفادي هجمات البشر. حيث تضرب أجنحتها حوالي 120 مرة في الثانية، وتستخدم أوتارًا دقيقة مصنوعة من مواد ذات انفعال كهربائي تحاكي حركة العضلات في الحشرات الحقيقية.

ومع ذلك، يثير استخدام هذه الحشرات تساؤلات حول الخصوصية. في عام 2007، عرضت المؤسسة العسكرية الأمريكية نموذجًا لذبابة صغيرة بحجم ثلاث سنتيمترات، مزودة بكاميرات وميكروفونات قادرة على جمع عينات من الحمض النووي دون علم الشخص المستهدف. انتشرت أخبار هذه الذبابة إلى بريطانيا، التي استثمرت 800 مليون جنيه استرليني لتطبيق هذا النموذج لأغراض التجسس والمراقبة.

كما أعرب الألمان عن اهتمامهم بهذا الاختراع، متسائلين عن إمكانية تصميم حشرات إلكترونية قادرة على السباحة مثل الكائنات المائية. وفي عام 2018، تم الإعلان عن دودة آلية تتمتع بخصائص تسمح لها بمحاكاة حركة الكائنات المائية.

مع كل هذه التطورات، تبرز المخاوف بشأن الخصوصية. فهل سنحتاج في المستقبل إلى وسائل لمكافحة هذه الحشرات الإلكترونية لحماية خصوصياتنا؟ فقد أثارت جدلاً واسعاً بين الخبراء، وتتباين آراؤهم حول هذه التقنية بين التفاؤل والحذر.

ويرى المهندس خالد العسكري خبير تكنولوجيا المعلومات أن الحشرات الإلكترونية يمكن أن تساهم بشكل كبير في المجال الطبي، مثل توصيل الأدوية داخل الجسم أو إجراء عمليات جراحية دقيقة، مشيراً إلى أنه يمكن استخدام هذه الحشرات لاستكشاف كواكب أخرى.

وكشف العسكري في تصريحات لـ «أهل مصر» أن تلك الحشرات يمكنها التحليق في أجواء الكواكب والتقاط صور وفيديوهات عالية الدقة كما تؤكد العديد من الدراسات على دور الحشرات الإلكترونية في عمليات الإنقاذ، حيث يمكنها الوصول إلى الأماكن التي يصعب على الإنسان الوصول إليها.

من جانبه حذر خبير أمن المعلومات وليد حجاج من أن هذه التقنية يمكن أن تستخدم لأغراض عسكرية ضارة، مثل شن هجمات إرهابية مؤكداً أنها تخترق الخصوصية حيث تثير القلق نحو تهديد هذه التقنية للخصوصية، حيث يمكن استخدامها للتجسس على الأفراد والمؤسسات.

وأشار حجاج في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر" إلى تساؤلات أخلاقية حول تلاعب الإنسان بالطبيعة، حيث يتم خلق كائنات حية اصطناعية. مطالبا بوضع قوانين وتشريعات صارمة لتنظيم استخدام الحشرات الإلكترونية، وحماية الخصوصية والأمن القومي مع أهمية تطوير هذه التقنية بشكل مسؤول، مع مراعاة الآثار الأخلاقية والقانونية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً