يتميز التاريخ المصري القديم منه والحديث بالنساء المحاربات والمدافعات عن حقوق المرأة وإثباتهن الدائم لوجودهن بالمهن والأعمال المخصصة للرجال فقط بالعصور المختلفة، وهم نساء يفخر بهن التاريخ المصري، ومنهن من غيرن تاريخ البلد.
أثرت المرأة في تاريخ الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية بما سمح لها من احتلال لمكانة مرموقة بتاريخ مصر، ومنهن من قادوا الجيوش أثناء الحروب، ويستعرض 'أهل مصر' أشهر قادة مصر في النساء بفترات الحروب.
- حتشبسوت
حكمت مصر عهد الفراعنة منذ عام 1508 لـ1458 قبل الميلاد، وكانوا من الحكام الذين آثروا بتاريخ مصر، كما تفوقت على أقرانها بالرجال والنساء، طالما تشبهت بمظهر الرجال حتى تقبلها المصريون خليفة لأبيها تحتمس الأول، وقادت مصر لمدة 21 سنة، وكانت من أطول الفترات التي حكمت فيها سيدة مصر خلال العصر الفرعونى، حيث اتسم ذلك العصر كونه الأكثر سلما ورخاء.
منذ بداية حكمها قادت الملكة الجيوش للحرب، ولكنها وفيما بعد وجهت طاقتها في توطيد علاقات تجارية مع البلاد المجاورة لمصر في تلك الآونة، مما عاد على مصر بالثراء والرخاء وبدء حقبة جديدة ارتقت فيها الفنون والعمارة وتم تشييع المشروعات العملاقة التي لم يعرف التاريخ مثيل لها.
سيدات غيرن تاريخ مصر
- كليوباترا السابعة
حكمت مصر منذ بداية الفترة 69 لأـ30 ق.م كملكة لمصر، وكانت منحدرة من أسرة البطالمة ذوي الأصل الإغريقى الذين حكموا عقب وفاة الإسكندر الأكبر، آخر فراعنة مصر، مثل حتشبسوت وشاركت أخاها الحكم، لتنفرد على الحكم بمفردها بعد ذلك.
عٌرفت 'كليوباترا' بعلاقتها العاطفية التي هدفت للحفاظ على استقلال مصر عن الإمبراطورية الرومانية، وكانت الوحيدة التي تعلمت لغة المصريين من أهلها البطالمة، كما دعمت كليوباترا الاقتصاد المصري بالتجارة مع بلاد الشرق وساعد ذلك لتقوية وضع مصر أمام دول العالم القديم وجلب السلام للبلاد بعدما ضعفت جراء الحروب الداخلية، وكانت كانت محبوبة من شعبها بنسبة كبيرة.
سيدات غيرن تاريخ مصر
- شجر الدرّ
لقبت بعصمة الدين أم خليل، وهي من أصل خوارزمي، وكانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب حتى حظيت لديه بمكانة عالية ومرموقة ويعتقها فيما بعد ويتزوجها لتنجب منه ابنها خليل، والذي توفي في شهر مايو عام 1250 ميلاديا، وتولت عرش مصر لـ80 يوما بمبايعة المماليك وأعيان الدولة عقب وفاة زوجها الصالح أيوب، لتتنازل عن العرض من بعده لزوجها المعز أيبك التركماني عام 1250 ميلاديا.
لعبت شجرة الدر دورا تاريخيا هاما أثناء الحملات الصليبية السابعة على مصر وبمعركة المنصورة تحديدا، ففي أيامه الأخيرة قضى السلطان الصالح أيوب سنواته الأخيرة لمحاربة الصليبيين، ومنذ ذلك الوقت كانت شجرالدر مسؤولة عن بيت المال، كما كان لها نفوذ كبير على الجيش، لينتهي بها الأمر بعدما شاركت زوجها بحكم البلاد بعد مرضه بمرض عضال.
وبعدما وافته المنية أثناء مقاومته للغزو الصليبي بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، قررت إخفاء الخبر عن الجميع حتى لا يتأثر معنويات الجيوش ويطمئنوا ويكملوا حروبهم، وقامت بتولية ابنه توران شاه للحكم، وبسبب عدم كفائته قتل بواسطة المماليك، ليتفقوا من بعده على اختيار شجرة الدر كملكة عليهم، وما أن جلست شجر الدر على العرش حتى قبضت على زمام الأمور وأحكمت إدارة شؤون البلاد.
استنكرت دولة الخلافة العباسية ذلك ببغداد، وأرسلت للمماليك رسالة جاء نصها: 'إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيِّر لكم رجلا'، عندئذ اختارت شجر الدر عز الدين أيبك لتتزوجه ويشاركها الحكم، ولكن احتفظت بأغلب شؤون البلاد بيدها، وعندما علمت نيته الزواج بأخرى دبرت مكيدة له وقتلته، وبعد مقتله بـ3 أيام انتقمت منها زوجته الأولى عبر قتلها ضربا بالقباقيب.
سيدات غيرن تاريخ مصر
- صفية زغلول
اعتبرت رمز الثوري لدى المصريين كما تم إطلاق عليها لقب 'أم المصريين'، بعدما سلكت طريقا غير اعتياديا في حياتها بعدما تزوجت من سعد زغلول، وكان رجلا من عامة الشعب، وهي ابنة مصطفى باشا فهمي، رئيس وزراء مصر حينها، وفاجئت الجميع بعدما قامت بخلع 'اليشمك' عام 1921 لتتقدم صفوف الثوار المصريين أثناء حياة زوجها وعقب وفاته.
كان لها دورا بارزا في ثورة 1919 مع الرجال لأول مرة في التاريخ للمطالبة باستقلال البلاد، وكان ملهم تلك الثورة الزعيم سعد زغلول، بينما لم يقم بقيادتها بنفسه كونه كان في المنفي، وبعدما احتشدت الجموع أمام بيته أعلنت صفية زغلول عن طريق سكرتيرتها بيانتها الأول الذي قالت فيه: 'إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة اعتقلت سعدا ولسانه، فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها بنفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه في التضحية والجهاد للوطن، كما تعتبر نفسها أما لكل الذين خرجوا مواجهين الرصاص للحصول على الحرية'.
ومنذ ذلك التاريخ لقبت صفية بـ'أم المصريين'، وتم تحويلها بينتها وسعد إلى 'بيت الأمة'، وبقي ذلك اللقب مرتبطا بها حتى الآن وبعد رحيلها بمنتصف أربعينيات القرن الماضي.
سيدات غيرن تاريخ مصر