يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة الإسراء الآية 60 : وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَن. فما هى الشجرة الملعونة في القرآن ؟ وهل خلق الله سبحانه وتعالى شجرة ملعونة؟ وما هى الرؤية التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وكيف كان تفسير هذه الآية دليلا على استخدام بعض آيات القرآن لأغراض سياسية حول سبب نزول هذه الآية في تفسير الطبري وهو أحد التفسيرات الرئيسية للقرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة أن الرؤية التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم هى رؤيا عين رآها النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلة أُسري به، وعن سعيد بن جبير ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) قال : كان ذلك ليلة أُسري به إلى بيت المقدس، فرأى ما رأى فكذّبه المشركون حين أخبرهم. قال ابن زيد، في قوله ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) قال: هذا حين أُسري به إلى بيت المقدس، افتتن فيها ناس، فقالوا: يذهب إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة: وقال: " لَمَّا أتانِي جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بالبُرَاقِ لِيَحْمِلَنِي عَلَيْها صَرَّتْ بأذُنَيْها، وَانْقَبَض بَعْضُها إلى بَعْضٍ، فَنَظَرَ إِلَيْها جَبْرَائِيلُ، فقالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بالحَقّ مِنْ عِنْدِهِ ما رَكبَكَ أحَدٌ مِنْ وَلَدِ آدَمَ خَيْرٌ مِنْهُ، قالَ: فَصرَّتْ بأُذُنَيْها وَارْفَضَّتْ عَرَقا حتى سالَ ما تَحْتَها، وكانَ مُنْتَهَى خَطْوُها عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفها " فلما أتاهم بذلك، قالوا: ما كان محمد لينتهي حتى يأتي بكذبة تخرج من أقطارها ، فأتوا أبا بكر رضي الله عنه فقالوا: هذا صاحبك يقول كذا وكذا، فقال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، فقال: إن كان قد قال ذلك فقد صدق، فقالوا: تصدّقه إن قال ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة؟ فقال أبو بكر: إي، نـزع الله عقولكم، أصدّقه بخبر السماء، والسماء أبعد من بيت المقدس، ولا أصدّقه بخبر بيت المقدس؟ قالوا للنبيّ صلى الله عليه وسلم: إنا قد جئنا بيت المقدس فصفه لنا، فلما قالوا ذلك، رفعه الله تبارك وتعالى ومثله بين عينيه، فجعل يقول: هو كذا، وفيه كذا، فقال بعضهم: وأبيكم إن أخطأ منه حرفا، فقالوا: هذا رجل ساحر.
تفسير آية الشجرة الملعونة عند الشيعة
أما في تفسيرات الشيعة وأشهرها تفسير ابن دراج فقد دلت تفسير هذه الآية على استخدام القرآن الكريم وتفسيراته كأداة من أدوات الصراع السياسي، ذلك أن ابن دراج قال في تفسير هذه الآية عن مما روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) في أسباب نزول الآيات ما ورد في تفسير قوله تعالى: : ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَن﴾ ، فقد ذكر صاحب تفسير فتح القدير أنّ سبب نزول الآية أنّ رسول الله رأى "وِلد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنّهم القردة، فأنزل الله ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَن﴾، يعني: الحكم ووِلده. وأخرج ابن أبي حاتم، عن يعلى بن مرّة، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): رأيت بني أُميّة على منابر الأرض، وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء. واهتمّ رسول الله (صلى الله عليهوآله وسلّم) لذلك، فأنزل الله الآية. وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن عليّ نحوه مرفوعاً وهو مرسل( ).