لايتوقف الحديث عن سد النهضة، فبين الحين والآخر تجرى مفاوضات بين الأطراف المشاركة بداية من مصر والسودان وأثيوبيا إلى أن أبدت الآخيرة تعنتها في الفترة الأخيرة ورفضت المشاركة في اجتماعات واشنطن بفبراير الماضي، معلنًا بدأ الملء والتشغيل في يوليو المقبل.
كما أعلنت خلال الساعات الماضية عدة تصريحات تؤكد تعنتها المستمر، لذا يستعرض "أهل مصر" تعليقات خبراء الري والمياه في هذا الصدد.
قال الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، اتجاه مصر إلى مجلس الأمن هو أحد السيناريوهات التي استعدت لها مصر خلال الأشهر القليلة الماضية في حالة انتهاك أثيوبيا للاتفاقيات والأعراف والقانون الدولي ونتائج مفاوضات واشنطن وعزمها الملء والتشغيل هذا العام بدون اتفاق.
وأضاف "شراقي" في تصريحات لـ "أهل مصر"، في ظل إصرار أثيوبيا على ذلك، لابد من التقدم لمجلس الأمن ومناشدة المجتمع الدولي لحث أثيوبيا على عدم اتخاذ قرار أحادي، ودعوتها للتوقيع على صيغة الاتفاق الذي صاغته أمريكا بدعم فني من خبراء البنك الدولي، والذي سوف يحقق آفاق تعاون غير محدود ويعزز الجهود لتحقيق السلام وطموح شعوب الدول الثلاث.
وأوضح أن أثيوبيا أعدت وثيقة شاملة للرد على الطلبات المصرية المقدمة لمجلس الأمن، وقد أعلنت من قبل عزمها على الملء، والتشغيل الأولي في يوليو القادم بتخزين 4,9 مليار متر مكعب، رغم أنه في مفاوضات واشنطن تم الاتفاق على الافتتاح الأولى عند منسوب 595 متر فوق سطح البحر، وهو يعني تخزين أكثر من 18 مليار متر مكعب، وهذا يعكس تعثر أثيوبيا فنياً ومادياً لدرجة قد تؤجل الملء الأولى للعام الخامس إلى صيف 2021.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يناشد مجلس الأمن الدول الثلاث خاصة أثيوبيا للوصول إلى اتفاق قبل البدء في الملء، فهل تمتثل أثيوبيا وتعود لتوقيع الاتفاق قبل منتصف يونيو؟ أم تبادر في الأيام القادمة وتؤجل البدء في التخزين هذا العام؟ حيث إنها أجلت الانتخابات الأثيوبية العامة من أغسطس إلى أجل غير مسمى وهو ما كان يدفعها للتشغيل بتخزين محدود رغم عدم جاهزية السد هندسيًا، ومن مصلحة الحزب الحاكم تأجيل الافتتاح لكي يكون قبل الانتخابات مباشرة لكسب أصوات الناخبين.
وفي السياق ذاته، قال عبد الفتاح مطاوع خبير المياه، "كل فترة، نسمع تسريبات جديدة عن سد النهضة، وكثيراً ما نقرأ عن تسريبات مكررة، ولكننا لم نرى أي كرامة من كراماته حتى الآن، إلا لو كانت البوليتيكا والحروب الكلامية والدعائية كرامات".
وأضاف مطاوع في حديثه لـ "أهل مصر"، "معظم المعلومات الواردة عن هذا السد منذ بذرة فكرته، مروراً بالإعلان عنه، ثم زيادة سعته عدة مرات، ومراحل إنشائه التي لم تنته حتى الآن، ومواعيد تشغيله التجريبية لعدد ٢ تربينة كهرومائية، بعد مرور تسع سنوات على وضع حجر أساسه، وعدم وضوح الرؤية حول اكتمال بنائه حتى الآن، كلها تشير إلى أن مشروع سد النهضة كان حلماً فخاطراً فاحتمالاً، ولم يصبح بعد واقعاً، بل خيالاً حتى الآن".
والجدير بالذكر أن أثيوبيا خرجت بتصريحات خلال الساعات الماضية، أعلنت فيها تنفيذ خطتها لبدأ عملية ملء سد النهضة الأثيوبي الكبير الذي سينطلق في شهر يوليو المقبل، مشددة على إعداد وثيقة رد مناسب بشأن شكوى مصر إلى مجلس الأمن الدولي.
وحسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، فإن ذلك الإعلان جاء في اجتماع اللجنة الفنية لسد النهضة ترأسه رئيس الوزراء أبي أحمد، وكبار المسؤولين الحكوميين.
وأوضحت الوكالة الإثيوبية الرسمية، أن وزير الطاقة والمياه والري قدم تقارير حول سير بناء السد، كما أجرت اللجنة الفنية تقييمًا للتقرير،
وأكدت أن أعمال الهندسة المدنية بلغت 87%، كما أنه تم إنجاز عملية البناء بشقيه المدني والإلكتروني بنسبة 73% .