فرحانة.. امرأة مصرية واجهت العدو الإسرائيلي بمفردها

فرحانة حسين سلامة
فرحانة حسين سلامة

بطولات المصريات تسرد قصة كفاحهن وتؤرخ لشخصيات عظيمة أثرت في التاريخ الحديث وتؤكد أن المراة المصرية تمتلك قوة وشجاعة كبيرة، وأبرز هذه البطولات هو ما قدمته سيدة مصرية بسيطة، تقديرا منا في شهر المرأة، نسلط الضوء على قصتها.

فرحانة حسين سلامة، امرأة ثمانينية، تعيش في منزل متواضع بمدينة الشيخ زويد التي تبعد عن العريش نحو 30 كيلو متراً، كانت فرحانة واحدة من مجاهدات العريش ناضلت ضد العدو الإسرائيلي ومنحها الرئيس الراحل أنور السادات وسام الشجاعة من الدرجة الأولي ونوط الجمهورية.

اضطرت فرحانة بسبب الاحتلال للانتقال إلي القاهرة وجدت لنفسها مأوي في مدينة إمبابة. وهناك دلتها ابنة عمها علي الطريق الصحيح للجهاد ضد العدو الذي سلب منهم أرضهم وشردهم وشرد أولادهم. فكانت بداية رحلات الشتاء والصيف من إمبابة إلي سيناء والعكس، بعد أن دربها رجال منظمة "سيناء العربية" التي أسسها جهاز المخابرات علي حمل القنابل وطرق تفجيرها وإشعال الفتيل وتفجير الديناميت ونقل الرسائل والأوامر من القيادة إلي رجال المنظمة الذين أنفقوا الغالي والرخيص لكي تعود سيناء حرة.

لم يكن يتخيل أحد ان تقوم امرأة بمثل ماقامت به "فرحانة" كأول عملية لها وهي تفجير قطار في العريش، زرعت قنبلة قبل لحظات من قدوم القطار الذي كان محملاً ببضائع لخدمة جيش الاحتلال وبعض الأسلحة وعدد من الجنود الإسرائيليين. وفي دقائق معدودة كان القطار متفجراً بالكامل.. وتوالت العمليات بعد ذلك وكانت تترقب سيارات الجنود الإسرائيليين التي كانت منتشرة في صحراء سيناء وقبل قدوم السيارة قامت بإشعال فتيل القنبلة وترتكها بسرعة أمام السيارة التي تحولت في لحظات إلي قطع متناثرة ومحترقة متفرقة. وقال: لقد أعطينا الجنود الإسرائيليين دروساً لن ينسوها طوال حياتهم ".

كانت "فرحانة" تحمل ذات يوم عدداً من القنابل خبأتها بطريقة خاصة أحضرتها من القاهرة للتوجه بها إلي العريش لتسليمها للمجاهدين الرجال. وقامت دورية إسرائيلية بتفتيش القارب الذي كانت علي متنه مع عدد من زميلاتها، لكن هدوءها ورباطة جأشها جعلا المفتشة الإسرائيلية تفتشها تفتيشاً سطحياً فلم تعثر علي القنابل.

بعد ذلك تعودت علي المجازفة وقامت بتهريب القنابل والرسائل عشرات المرات بعد أن تدربت جيداً من قبل عمليات تدريب كانت تتم بدقة شديدة وفي سرية، وصل الأمر بسرية العمليات التى كانت تقوم بها إلي حد أن أولادها أنفسهم لم يعرفوا شيئاً عن بطولاتها إلا بعد انتهاء الحرب وأثناء تكريمها من قبل الرئيس الراحل أنور السادات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً