من ذاكرة التاريخ.. هدى شعراوي تكشف كيف أسست الاتحاد النسائي

تستكمل "أهل مصر" الغوص في بحور ذاكرة التاريخ الصحفية، لتسليط الضوء على رموز نسوية أضاءت شعلة الثقافة وحركة الفكر والتنوير في القرن الماضي، وهو ما يجعل مصر في مصاف الدول السابقة إلى الثورة الفكرية التي كانت أبرز رموزها وقاداتها وحاملي لواءها هن النساء.

هدى شعراوي، هي أبرز الأسماء التي لمعت في المجال السياسة والمجال النسوي وحقوق المرأة وهي التي أسست الاتحاد النسائي العربي، وفي مقالة من مقتنيات مركز توثيق مؤسسة المرأة والذاكرة، بعنوان "صفحة من ذكريات زعيمة النهضة النسائية: كيف أسست الاتحاد النسائي؟" نشرت بمجلة الهلال، الجزء الخامس – أول مايو سنة 1949.بعنوان فرعي "صفحة من ذكريات زعيمة النهضة النسائية" جاءت المقالة لتسليط الضوء على ذكرى أفضت بها إلى المجلة قبل وفاتها، عن كيفية تأسيسها للاتحاد النسائي وقالت شعراوي إنه في عام 1909 كان الأمير أحمد فؤاد (الملك أحمد فؤاد) رئيسا للجامعة المصرية القديمة (جامعة القاهرة) حينما زارت مصر الكاتبة المشهورة مدموازيل كليمان التي عرفت وقتئذ باهتماما بالنهضة النسوية ودعتها شعراوي، إلى الغداء في منزلها وتناقشا سويا في شؤون المرأة المصرية وأن تلقي كاليمان محاضرة عن الفروق بين المرأة الأجنبية والمصرية وعقدت بالفعل في الجامعة برعاية الأميرة عين الحياة وبعناية الأمير أحمد فؤاد وقتها، ومنذاك الحين أصبحت الجامعة تخصص قاعات لمحاضرات تلقيها النساء المصريات والأجنبيات.

وأضافت شعراوي في فضفضتها لمجلة "الهلال" أنه منذ ذاك الوقت فكرت في تأسيس جمعية نسائية وكانت أول جمعية ألفتها هي "جمعية الرقي الأدبي للسيدات" لكن قيام الحرب العالمية الأولى حال دون المضي في فيها وشل حركتها، ثم أعقب ذلك ثورة مارس 1919 وساهمت فيها المرأة المصرية مساهمة شهد لها الكتاب والمثقفين والمفكرين، ثم في عام 1920 جائتها دعوة من الاتحاد النسائي الدولي لحضور مؤتمره في سويسرا لكنها لم تحضر بسبب ظروف الحركة الوطنية، ثم تكررت الدعوة عام 1923، في روما، فلبتها شعراوي، لكن نظرة الإيطاليات لها هي وزميلاتها كانت سيئةو لم تعجب شعراوي التي صممت على أن يجهزن علم مصر الأخضر وقتها برمزه المعروف بالهلال الذي يعانق الصليب، فأعجبت به رئيسة المؤتمر ووضعته في صدر القاعة ما جعل لهم ينالون الاستحسان والتقدير من الحاضرين.وفي قطار العودة إلى مصر فكرت هدى شعراوي وسيزا نبراوي أن يخلعن البرقع ما فاجئ المستقبلين لهم الذين لم يستنكروا عملهم بل كانوا محبذين لهم وفي هذا العام استطاعا تأسيس الاتحاد النسائي وتمكنا من التغلب على كافة الصعوبات التي قابلتهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
ترامب: غزة قد تكون أفضل من موناكو لكن الفلسطينيين لم يستغلوها