يمثل مشروب العرقسوس، إحدى الطقوس المصرية في شهر رمضان، وهو مشروب مفضل لدى كثيرين، ويرتبط في أذهانهم ببائعي العرقسوس، حيث أن لهم طقوس خاصة في بيع المشروب الرمضاني.
"بالبلغة يا زباين"، كلمات لا يفهمها إلا زبائن "عم حسين" الذي اشتهر بتلك الكلمات بين أهالي مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، أثناء مروره في الشوارع لبيع عصير العرقسوس في شهر رمضان الكريم.
أقدم بائع عرقسوس في دمنهور
يحكى عم "حسن سعد" الذي يبلغ من العمر الـ٥٨ عاما بائع عروس، أنه يعمل منذ ٤٨ سنة في هذه المهنة مع والده، مشيراً :"كان والدي يقوم بإعداد المشروب في الليل وفي الصباح يقوم بوضوح الثلج وفي وقت العصاري يذهب لبيعه من خلال الإبريق الزجاجي أوالنحاسي كبير الحجم الذي صنع خصيصا للحفاظ على برودة العرقسوس طوال اليوم ووضعه علي العربية الصغيرة المخصصة لبيع العصير".
أقدم بائع عرقسوس في دمنهور
وتابع بائع العرقسوس: "ربنا كرمنا وبقي عندنا عربية عرقسوس نلف في الشوارع والميادين الرئيسية وكان ولدي ينادي علي الناس بالبلغة يا زبائن، كانت الناس تفرح وتضحك وتنزل تجري تشتري العصير، رغم بساطة عربية العصير زبائن والدي كلهم أعضاء مجلس شعب ودكاترة ووكلاء وزارة".
أقدم بائع عرقسوس في دمنهور
واستكمل سعد: "بعد وفاة والدي اشتغلت على العربية، كنت بعدي علي الشوارع من غير ما أقول بالبلغة يا زبائن، كانت الناس تزعل وتقول مش بنحس بحلاوة العصير غير لما تنادي زي زمان، قررت زي ما أخدت الصنعة من والدي أخذ كلامه مع الناس، واشتغلت وكبرت الشغل وفتحت محل عصير مخصص للعرقسوس لكن رغم ذلك مقدرش استغني عن عربية العصير الصغيرة، ولازم التجول في الشوارع لأن الناس رابطة سعادتها بشهر رمضان بوجودي".
أقدم بائع عرقسوس في دمنهور
ويوضح بائع العرقسوس:" كلمة بالبلغة يا زبائن ترجع أصلها أن زمان الناس كانت تنزل تجري من غير ما تلبس حذاء في رجلها علشان تلحق تشتري العصير قبل الزحمة، كان والدي بفكرهم يلبسوا البلغة قبل النزول من المنزل، كانت البلغة نوع من أنواع الأحذية عند سكان مدينة دمنهور".
وأشار سعد إلى أن والده تخصص في تحضير عصير العرقسوس فقط بسبب فوائده لجسم، قائلا :" ولدي كان دائما يقولي العرقسوس دا سر ربنا في الأرض علاج للمريض وفرحة الصائم، مفيش فرحه أكتر من زبون يعدي ليك أنه كان مريض و بعد شرب العصير باستمرار ربنا شفاه".