عززت روسيا بشكل كبير موقعها في ليبيا خلال السنوات الأخيرة، بفضل وجود أفراد من الجيش الروسي على الأراضي الليبية، والذين يشاركون في ضمان الأمن على أراضي البلاد ويساعدون على حل الأزمة السياسية الداخلية المستمرة منذ سنوات.
وذكرت سبوتنيك، أن الجماعات الإرهابية التي تشكلت في طرابلس تحظى بتمويل كبير، وبمغادرة حكومة الوفاق رئاسة الدولة بفعل انتخاب حكومة الدبيبة انقطعت التمويلات عن الجماعات المسلحة.
وفقًا للمحلل السياسي الليبي محمد الترهوني، عانى عدد لا يحصى من المدنيين في ليبيا من الصراع الداخلي على مدى السنوات العشر الماضية، وعاش الشعب الليبي في حالة من الخوف والذعر، فاضطروا للفرار من جنوب طرابلس إلى المناطق الشرقية التي يعم فيها الأمن والإستقرار بسبب تصرفات الجماعات الإرهابية التي ظهرت واستقرت في المناطق الغربية.
وقال المحلل السياسي الليبي محمد الترهوني، حُرم المسلحون من الموارد بعد مغادرة قادتهم الحكومة، فبدأ الكثير منهم في البحث عن مصادر تمويل جديدة، وجذب الشباب للانضمام إلى منظماتهم، وفي حال انسحبت الوحدات الروسية من المنطقة فإن المليشيات ستواصل عملها وستبدأ الفوضى من جديد في البلاد، وستنتشر أعمال النهب، وخطف المدنيين، والاستيلاء الغير قانوني على المنتجات الغذائية من سائقي الشاحنات، وكذلك سرقة البنزين، والمذنب سيكون الجيش الروسي الذي قام بعمل رائع لضمان التوازن مع الأتراك، الذين لم ولن يخططو للرحيل.
وأكد أن، الميليشيات تنتظر خروج الجيش الروسي من مناطق الشرق الليبي والتخلي عن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر لمهاجمة الأراضي الشرقية الغنية بالموارد الطبيعية وتحطيم السلام السائد في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن الوضع في ليبيا مستقر في الوقت الحالي، فالجزء الشرقي من ليبيا منطقة غنية جداً بالموارد، حيث توجد كل المصادر الطبيعية التي تجعل الجماعات المسلحة في حالة القوة، و تجعلهم قادرين على مواصلة أعمالهم الإجرامية.