قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن منظمة الصحة العالمية تعتز بالشراكة مع الفريق الاستشاري الإسلامي وتقدر إسهاماته الكبيرة لدعم صحة الناس في إقليمنا، كما تعرب عن بالغ تقديرها للدور الرائد للفريق الاستشاري الإسلامي في دعم الجهود العالمية الرامية إلى استئصال شلل الأطفال، مضيفًا أن أعضاء الفريق الاستشاري الإسلامي قد تعاونوا مع المؤسسات الصحية الوطنية، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، لتوعية المجتمعات بأهمية التلقيح ومواجهة الخرافات المتعلقة باللقاحات، وتيسير الحصول على اللقاحات في المناطق التي يتعذر الوصول إليها.
وأوضح الدكتور أحمد المنظري أن من نتائج هذه الجهود الكبيرة انخفاض عدد حالات شلل الأطفال البري المبلغ عنها حتى الآن في 2021 إلى حالتين اثنتين في أفغانستان وباكستان، مقارنة بـ140 حالة في العام 2020 و174 حالة في العام 2019، في مؤشر واضح على نجاح تلك الجهود، وبما يقربنا خطوة من هدفنا المتمثل في استئصال شلل الأطفال من العالم أجمع، لافتًا إلى أهمية استمرار هذا التعاون البناء مع الفريق الاستشاري الإسلامي لإتمام المهمة.
وأشار مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط إلى أن جائحة كورونا قد أبرزت الدور المهم للمؤسسات الدينية والقادة الدينيين في الاستجابة لطوارئ الصحة العامة، حيث كان هناك تعاون حثيث معهم للتخفيف من آثار الجائحة والحد من آثارها عبر الفتاوى والخطب والدعوة ونشر المعلومات الصحيحة والموثوق بها، كما تعاونت منظمة الصحة العالمية مع الفريق الاستشاري لإعداد إرشادات للتجمعات والشعائر الدينية الحاشدة، موضحًا أن الفريق كان شريكا رئيسًا في استراتيجية المنظمة الرامية إلى إشراك المؤسسات والجهات الدينية الفاعلة في دعم الاستجابة لجائحة فيروس كورونا، حيث أصدر الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي رسائل دينية لنشر هذه الرسائل دعمًا للتدابير الصحية الوقائية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، ومنها التباعد البدني وغسل اليدين وارتداء الكمامات.
وشدد الدكتور أحمد المنظري على أهمية مواصلة الإجراءات والتدابير الصحية والحملات التوعوية، رغم انخفاض حالات الإصابة والوفيات في إقليمنا، فالجائحة لم تنته بعد، وهناك قلق بالمنظمة إزاء التراخي السابق لأوانه في تطبيق التدابير الاجتماعية والصحية، مؤكدًا أن النجاح في مهمة القضاء على الجائحة لن يتحقق إلا بتحقق التوزيع العادل للقاحات، مع استمرار الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية واستمرار العمل مع جميع أصحاب الشأن وفي مقدمتهم المؤسسات الدينية، وعلماء الدين.
وأضاف الدكتور أحمد المنظري أن المنظمة ملتزمة بتوسيع نطاق تعاونها مع الفريق الاستشاري في مناحٍ أخرى غير شلل الأطفال وجائحة فيروس كورونا، لتقديم المزيد من الدعم لأولويات الصحة العامة، مع دعمنا لتعاون الفريق الاستشاري مع الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا لإعداد دراسات بحثية توفق بين وجهات النظر التقنية والدينية بشأن موضوعات جديدة في مجال الصحة العامة، مؤكدا أن الفرق التقنية بمنظمة الصحة العالمية مستعدة لدعم هذه المبادرة المهمة والاستفادة من نتائجها النهائية لتعزيز الوعي المجتمعي بشأن تدخلات الصحة العامة الأساسية.
ويعتبر الفريق الاستشاري الإسلامي اتحادا إسلاميا، تم إنشاؤه في عام 2013 بين الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية، ويضم علماء دين وخبراء تقنيين.
ويحرص الفريق على مواصلة دعم المبادرات العالمية الساعية لحماية صحة الإنسان، وإذكاء الوعي بالقضايا ذات الأولوية في مجال الصحة العامة في المجتمعات المحلية، من خلال المواءمة بين وجهات النظر التقنية والدينية، والاستفادة من علماء الدين والأئمة وأصحاب التأثير في المجتمعات.