كشفت دراسة طبية حديثة، أن دواء لعلاج مرض السكري أظهر نجاح كبير في مساعدة من يعانون السمنة حتى يتخلصوا من الوزن الزائد.
وبحسب الدراسة المنشورة في صحيفة "نيو إنغلند جورنال أوف ميديسين" المختصة في شؤون الطب، فإن من يعانون السمنة يستطيعون فقدان ما يصل إلى الخمس من وزنهم، إذا أخذوا الدواء.
وخلال التجارب، أعطى الباحثون جرعة أسبوعية من دواء "تيرزيباتايد" (tirzepatide) لعلاج السكري الذي تصنعه الشركة الأميركية "ليلي"، بينما كانوا يتبعون حمية غذائية ويمارسون التمارين الرياضية.
وقالت الباحثة في جامعة يال الأميركية، آنيا جاستر بوف، وهي الأكاديمية المشرفة على الدراسة، إن هذا الدواء له تأثير مهم جدا، لأن المطلوب هو التعامل مع السمنة بمثابة مرض، نظرا لارتباطها بعدد من الأمراض المزمنة.
ونجح المتطوعون في خسارة نحو 23 كيلوغراما في المتوسط، خلال التجارب التي استمرت على مدى 72 أسبوعا، بفضل الدواء الذي يكلف العلاج به لأربعة أسابيع مبلغا قدره 974 دولارا.
وقام الباحثون بتقسيم المتطوعين الذين يعانون الوزن الزائد والسمنة إلى أربع مجموعات، ثم قدموا لهم واحدة من بين ثلاث جرعات من دواء "تيرزيباتايد".
في المقابل، تم إعطاء جرعة دواء وهمية أو ما يعرف بـ"البلاسيبو"، أي لم يحصلوا على أي دواء، وذلك من أجل مقارنتهم بالآخرين في وقت لاحق.
وأظهرت النتائج أن أفراد المجموعة التي حصلت على أعلى جرعة من الدواء وهي 15 ميليغراما، خسروا ما يقارب 20 في المئة من وزنهم.
ويعمل الدواء من خلال محاكاة هرمونات الجسم التي تساعد الناس على الشعور بالشبع إثر تناول وجبات الطعام.
وتكون هذه الهرمونات في أدنى مستوياتها لدى الأشخاص الذين يعانون السمنة، وهذا الأمر يجعل خسارتهم للوزن أمرا صعبا رغم ممارسة الرياضة.
لكن هذا الدواء له أعراض جانبية، بحسب خبراء الصحة، لأنه يسبب الغثيان وحتى الإسهال، كما أن الوزن قد يعود إلى الارتفاع بعد التوقف عن أخذ الدواء.
ونبه الباحث في علم التغذية والأستاذ بجامعة "كينجز لندن"، توم ساندرز، إلى وجود مخاوف بشأن الدواء، لأنه قد يكون ذا تبعات سلبية على عمل البنكرياس.
وأوضح أن هذا النوع من الدواء مفيد فقط لمن يلتزمون على نحو صارم بالحمية الغذائية التي ترافقه، وتكون محدودة من حيث السعرات الحرارية، وبالتالي فإن هذه الجرعات ليست عصا سحرية.