دعا نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب، إلى التواصل "مباشرة وعلنا" مع دمشق من أجل ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا،جاء ذلك بعد توقيع لبنان اتفاقا لترسيم حدوده مع إسرائيل الشهر الماضي بوساطة أمريكية.
وقال بو صعب الذي قاد التفاوض من الجانب اللبناني خلال الأشهر الماضية مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين بشأن الحدود البحرية مع إسرائيل "يجب أن يكون هناك تواصل من جانب الحكومة اللبنانية بطريقة مباشرة وعلنية مع الحكومة السورية، ومن دون خجل، ومن دون أن ندخل الخلافات السياسية الإقليمية في هذا الملف".
وأضاف "علينا أن نتواصل مع الدولة السورية علنا وأن نرسم الحدود البحرية علنا، وعلى أي حكومة قادمة أن تقوم بهذه المهمة".
وتأتي دعوة بو صعب بعد نحو أسبوعين على إبرام لبنان وإسرائيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما، ما أتاح لإسرائيل البدء بإنتاج الغاز من منطقة كان متنازعا عليها، فيما يأمل لبنان الغارق في انهيار اقتصادي، ببدء التنقيب قريبا، ولبنان وإسرائيل في حالة حرب وعداء رسميا.
وقال بو صعب إن سوريا ولبنان يعتمدان طريقتين مختلفتين لترسيم الحدود، وبالتالي "هناك خلاف كبير، قد يكون أكثر من 800 كيلومتر مربع، بل يمكن أكبر من المنطقة التي كان متنازعا عليها بيننا وبين الإسرائيليين".
ولا يمكن للبنان بدء العمل والتنقيب في الرقعتين 1و2 الواقعتين إلى الشمال من دون ترسيم حدوده مع سوريا، وفق بو صعب.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية الشهر الماضي أن وفدا رسميا سيتوجه إلى دمشق لبحث ترسيم الحدود البحرية، لكن الزيارة لم تحصل، وأفاد السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم عن "لبس" حدث إزاء تحديد الموعد.
وتراجعت كثافة الزيارات الرسمية بين لبنان وسوريا منذ الانسحاب السوري من لبنان، وتقتصر إجمالا على مبادرات فردية من وزراء وشخصيات يمثلون أحزابا حليفة لدمشق.
وقال بو صعب إن الترسيم لا يمكن أن يتم بسرعة و"فجأة" بعد سنوات من الانقطاع، مضيفا "سوريا دولة لديها مآخذ ومطالب".
وأعلن لبنان رسميا بعد اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011، التزام سياسة "النأي بالنفس" بعد انقسام اللبنانيين بين مؤيد للمعارضة وداعم للحكومة، لكن حزب الله ما لبث أن أعلن مشاركته العسكرية في القتال إلى جانب القوات الحكومية السورية.
وغداة إعلان ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، اتفق لبنان وقبرص على صيغة مشتركة لترسيم الحدود بينهما، من دون أن يوقعا اتفاقا حتى اللحظة.
وقال بو صعب "استطعنا بيوم واحد أن نتوصل إلى تفاهم على تعديل الحدود بين لبنان وقبرص" بناء على الإحداثيات الجديدة المرتبطة بالاتفاق مع إسرائيل.
ويعاني لبنان من شغور المنصب الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر الماضي، فيما فشل البرلمان في اختيار رئيس لأربع جلسات متتالية.