اجتمع الجد الذي يدعى مدحت كيليسلي مع حفيدته الرضيعة زهرة والتي تعد أخر ما تبقى من عائلته على قيد الحياة من جراء الزلزال المدمر الذي لحق بالبلاد يوم 6 من شهر فبراير الماضي ، وبحسب وسائل الإعلام التركية فإن الجد كيليسلي قد ظل جالسا تحت أنقاض منزله وأيضا حفيدته ذات الخمسة أشهر على مدى نحو يومين ونصف اليوم بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا .
وبعد إنقاذهما من تحت الأنقاض كل بمفرده، عاش كيليسلي البالغ من العمر 69 عاما 3 أسابيع من الانتظار المؤلم قبل أن يجتمع شمله بحفيدته زهرة، إذ قطع مئات الكيلومترات من إقليم هاتاي حيث انهار منزله ليقر عينيه بروية حفيدته في العاصمة التركية أنقرة.
أول لحظات يرى فيها حفيدته
انهمرت الدموع من عيني الجد عندما رأى حفيدته في دار لرعاية لأطفال تديره وزارة الأسرة التركية. وقال وهو يقبل يديها 'أنتِ حياتي، حمدا لله أنني عثرت عليك'.
وأودى الزلزال بحياة كل من زوجة كيليسلي وابنته، والدة زهرة، وصهره وشقيق زهرة يوسف الذي كان يبلغ من العمر 4 سنوات.
أنا الوحيد الباقي لها.
يقول الجد الذي اصطحب زهرة معه، بعد إجراء اختبار حمض نووي لإثبات القرابة، إن 'هذه الصغيرة ليس لها أم ولا أب ولا جدة ولا أحد. أنا الوحيد الباقي لها'.
ولقي أكثر من 45 ألف شخص حتفهم في تركيا، ليرتفع إجمالي عدد ضحايا الزلزال، بمن فيهم الذين قتلوا في سوريا، إلى نحو 51 ألفا. كما شرد الزلزال ملايين الأشخاص، وأُصيب 108 آلاف، ووجد بعض الأطفال أنفسهم بعيدا عن أقاربهم بعد نقلهم إلى مستشفيات إثر إنقاذهم من تحت الأنقاض.
يقول الجد إن زهرة كانت أول من خطر على باله عندما أيقظه الزلزال من سباته، وتمكن من حملها من على فراشها وإيجاد مكان آمن لهما للاحتماء فيه بينما كان المبنى ينهار.
وقال محتضنا حفيدته 'هذه الطفلة المسكينة كانت تبكي باستمرار ولكنها نامت أيضا بعض الوقت تحت الأنقاض'. وأخيرا، سمعه رجال الإنقاذ، ورأى ضوء مصابيح رجال الإنقاذ وحدد مكانه لهم، وأخرج رجال الإنقاذ زهرة أولا ثم جدها.
وقال كيليسلي 'كنت أظن أنهم سيبقونها بالخارج حتي يخرجوني أيضا لكني اكتشفت فيما بعد أنهم سلموها إلى هيئة إدارة الكوارث التركية'. ونقل أعضاء في أطقم الطوارئ زهرة إلى مستشفى في مدينة مرسين، ثم إلى أنقرة حيث استمر علاجها.
وقال الجد موجها حديثه لحفيدته الباكية 'أنا في حداد على والدتك وأبيك وجدتك وشقيقك.. لا تقلقي، لن أتركك أبدا يا حبيبتي'.