في أحدث تصريح من نوعه حول أولويات السعودية في اليمن قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن اهتمام المملكة حاليًا هو إيجاد سبيل لوقف القتال بشكل دائم ومن ثم إطلاق حوار يمني يضمن استقرار اليمن ويضمن استقلالية اليمن ويضمن ازدهار اليمن، وهذه هي الأولوية لدينا'.. وأضاف الوزير في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية السعودية على صفحتها على تويتر، على هامش زيارته لموسكو: 'صحيح أن هناك جهودًا قائمة للوصول أولًا إلى وقف إطلاق نار دائم ومن ثم إطلاق عملية سياسية بين الأطراف اليمنية تنهي هذه الأزمة'.
الوضع الانساني في اليمن
الأمم المتحدة تجمع 4.3 مليار دولار لتمويل عمليات الإغاثة الانسانية
وأوضح: 'سوف نستمر في هذا الحوار وهناك حوارات عبر مسارات متعددة مدعومة من الأمم المتحدة لأجل تحقيق هذه المستهدفات'. وأكد الأمير فيصل بن فرحان: 'الأولوية الآن هي وقف إطلاق نار ومن ثم إطلاق الحوار، وخلاف ذلك لا أريد أن أخوض في أي تفاصيل تأكيدًا أو نفيًا لأنها ليست مفيدة لمسارات المفاوضات'. على صعيد آخر تحاول الأمم المتحدة جمع حوالي 4.3 مليارات دولار خلال السنة الراهنة لمساعدة ملايين الأشخاص في اليمن، حيث يحتاج أكثر من ثلثي سكان البلاد إلى شكل من أشكال المساعدة. وتحتاج منظمات المساعدة الإنسانية لهذه المبالغ لمساعدة 17.3 مليون شخص في اليمن حيث أدت الحرب إلى مقتل الآلاف منذ العام 2015 وأغرقت أفقر دول شبه الجزيرة العربية في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية خطورة في العالم. وتزيد الأزمة المناخية من حدة الوضع.
تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن وسط صعوبات في تمويل المساعدات
وفي المجموع، سيحتاج ثلثا سكان البلاد أي أكثر من 21 مليون نسمة، إلى شكل من أشكال المساعدة خلال هذه السنة، بحسب ما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الذي يتخذ من جنيف مقراً له.
وتفيد المنظمة الدولية أن المبالغ القياسية لهذه المساعدات في مواجهة أزمة متعددة الأوجه، تحتاج إلى جهود هائلة من الدول المانحة و'من دون هذا الدعم المستدام لعملية مساعدة اليمن ستكون حياة ملايين اليمنيين على المحك. وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش في وقت سابق 'المجتمع الدولي يملك السلطة والوسائل لانهاء هذه الأزمة. يبدأ ذلك بتمويل ندائنا والالتزام بدفع هذه الأموال سريعا'. وأضاف في بيان 'معا يمكننا أن نقلب مسار المعاناة. فلنمنح الشعب اليمني الأمل'. ومن جهتها ناشدت منظمة الصحة العالمية جمع 392 مليون دولار قبل مؤتمر للمانحين برئاسة الأمم المتحدة في جنيف لتجنب 'انهيار محتمل' لقطاع الصحة في اليمن الغارق في الحرب. ومن بين من يحتاجون إلى المساعدة، 540 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون سوء تغذية حادا مع خطر مباشر للوفاة.
وفي عام 2022، حصلت الأمم المتحدة على أكثر من 2.2 مليار دولار ما سمح لها بمساعدة نحو11 مليون شخص عبر اليمن شهرياً مع توفير الغذاء والمأوى لهم فضلا عن التعليم. وأجبرت الحرب ملايين الأشخاص على الفرار. ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية الحاد، ومئات الآلاف في حالة تهدد حياتهم. كما تعرض اقتصاد البلاد للدمار وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد. وأظهرت الأرقام في نهاية العام الماضي تحسناً في الجهود مع انتقال عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع من 161 ألفا إلى صفر.
وكانت الأطراف المتحاربة في اليمن اتفقت على هدنة استمرت من نيسان/أبريل إلى تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي. لكن الأمم المتحدة حذرت من أن 'هذا التقدم يبقى ضعيفاً جداً وقد ينقلب سريعا' في حال عدم توافر الأموال. وأضافت 'من الضرورة بمكان الإبقاء على نشاطات حيوية (..) وكذلك الاستثمارات المستدامة وعلى نطاق واسع لإعادة بناء اليمن'. وشددت المنظمة في بيانها على أن ذلك 'سيساهم في خفض معاناة الأفراد على المدى الطويل فضلا عن حجم النداء الإنساني والكلفة'.