قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن المشهد الدولي يمر بواحدة من أشد الفترات خطورة في التاريخ المعاصر، وأراه زمن استقطاب وتنافس هائل بين القوى الكبرى على حساب القوي الأصغر أو المنفردة، ولذلك فليس أمام الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية العصيبة سوى أن تستمسك بالمصالح العربية معياراً أساسياً للمواقف الدولية، وأن تلتزم بالتنسيق فيما بينها وبالعمل الجماعي سبيلاً أكيداً لتعزيز الكتلة العربية في مواجهة ضغوط الاستقطاب.
كلمة أبو الغيط أمام القمة العربية المنعقدة في مدينة جدة
وأضاف، في كلمته أمام القمة العربية المنعقدة في مدينة جدة، أن أزمات منطقتنا العربية لم تجد للحل طريقاً بعد عقد وأكثر من المعاناة والدماء والآلام، فملايين العرب ما زالوا لاجئين ونازحين.
واستطرد أن هناك مساع كبيرة لإيقاف نزيف الدم والخسائر في كافة ميادين الاحتراب الأهلي، حيث لا منتصر ولا مهزوم .. والأزمات العربية تشهد الآن حالة من التجميد مقارنة بأوضاع أشد اشتعالاً شهدناها في السابق، وهي فرصة يتعين اغتنامها.. من أجل تفعيل حلول عربية لتلك الأزمات العربية.
أبو الغيط يرحب بمشاركة الأسد في القمة العربية
ورحب أبو الغيط بالرئيس السورى بشار الأسد بعد أن عادت سوريا إلى مقعدها في هذا المجلس الموقر، ثمة فرصة لا ينبغي تفوتيها لمعالجة الأزمة التي تُعاني منها البلاد لما يربو على العقد، سواء في أسبابها وأصولها، التي يظل الحل السياسي السبيل الوحيد لتسويتها.. أو في تبعاتها التي تجاوزت حدود الوطن السوري، ويحدونا الأمل في أن يكون للعرب اسهامهم في ايجاد الحلول الناجعة للأوجاع السورية العديدة.
وأوضح أن المنطقة العربية عانت زمناً، ولا تزال، من التدخلات الإقليمية في شئونها.. ولم تُنتج هذه التدخلات سوى حصاد من التمزق والفرقة والدم، مشيرا إلى أن ثمة إشارات على أن نهج الجيران يُمكن أن يتغير، مرحبا مجدداً بالاتفاق الذي وُقع بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مارس الماضي، فالعلاقات مع الجيران كافة يجب أن تتأسس دوماً على أساس من احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، باعتبارها مبادئ أساسية في ميثاق الأمم المتحدة وهي مبادئ تتمسك بها دولنا الوطنية، ولا تُفرط فيها.
وتبقى فلسطين الغالية هماً لا يحمله أهلها وحدهم، بحسب الأمين العام، لقد أدت الممارسات الرعناء لحكومة الاحتلال الاسرائيلية إلى تصعيد مروع في منسوب العنف والقتل في الشهور الأخيرة، مخيبا صمود الفلسطينيين في كل مكان في الأرض المحتلة مؤكدا أن السياسات والممارسات الاستفزازية لتلك الحكومة الممعنة في التطرف والكراهية، لابد أن تُواجَه بتصدٍ حازم من المجتمع الدولي، عِوضاً عما نشهده من صمت مريب ومشين.
واعتبر أن التمسك بمبادرة السلام العربية لازال خياراً استراتيجياً عربياً لحل الصراع... وفي القلب من هذا الخيار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية... وانسداد المسار التفاوضي يؤدي إلى تقويض حل الدولتين.. ويُمهد الطريق أمام حل الدولة الواحدة.. وعلى كافة الأطراف.. وبالذات الأطراف الدولية التي تشاهد حل الدولتين وهو يتم تقويضه يومياً دون أن تُحرك ساكناً.. أن تراجع سياساتها قبل فوات الأوان.