شهد دير القديس سمعان الخراز بجبل المقطم، حضورا لافتا للعشرات من الجالية السودانية مع أطفالهم من الأقباط الأرثوذكس لأداء قداس أحد الشعانين أو ما يعرف بـ أحد الزعف بحضور بعض كهنة الكنيسة ورهبان الدير.
وتصدر الحضور الكثيف للأقباط السودانيون القداس المشهد، حيث لفتوا الأنظار بثيابهم البيضاء، وتزينهم بالسعف على شكل تيجان وسلاسل، في مشهد أضاف بهجة وفرحة، خلال الاحتفل بذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم راكبا على جحش ابن اتان.
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، بأحد الشعانين والذي معه يبدأ أسبوع الآلام الذي يمثل أقداس أيام الصوم الكبير لدى الأقباط وينتهي بعيد القيامة المجيد.
ذكرى دخول المسيح أورشليم
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد 28 أبريل بـ أحد الشعانين وهو ذكرى دخول المسيح أورشليم وتتصدر فيه قلوب النخيل المشهد حيث تتخذ أشكالا مختلفة لكن كل منها رمزيته ودلالاته.
أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة ويبدأ بــ أسبوع الآلام وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس ويسمى أيضا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين مفترشين ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته.
لا يخرج شكل السعف عن الأشكال الثلاثة أولها «التاج» وهو يشير إلى «الملك» اليهود قديمًا استقبلوا المسيح كـ«الملك»، حيث هتفوا عندما جاءهم المسيح مستقلا «جحش ابن أتان»: «أوصنا لملك اليهود.. أوصنا لابن داود» بعدما ألقوا بـ«زعف النخيل» و«ثيابهم» أمام المسيح وكانت لديهم رغبة في تخليص المسيح لهم من «ذل الرومان».
محبة المسيح
يحتفظ الأقباط أيضا في ذكرى أحد الشعانين بمحبة المسيح لهم فتجدهم يشكلون «السعف» على شكل «قلب» في إشارة إلى المحبة التي هي محور العلاقة بين الله والإنسان وتجسدت في وجود «المسيح» بينهم على الأرض.
المحبة والرغبة في أن يكون ملكا لم تستمر طويلا فسرعان ما تبدلت بـ«الخيانة» واليهود أنفسهم الذين هتفوا للمسيح باعتباره «الملك» هم من هتفوا أمام «الولي الروماني»: «اصلبه.. اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا» لذا كان «الصليب» حاضرا في «أحد الشعانين» لتذكر «محبة الله» أمام «خيانة الإنسان».
وتغير موقف اليهود سريعا من السيد المسيح لأنهم كانوا يرغبون في ملك أرضي يخلصهم من حكم الرومان القاسي لكنهم فوجئوا بالمسيح يقول «مملكتي ليست من هذا العالم».
«شعانين» جاءت أيضا من الكلمة العبرانية «هو شيعة نان» وتعني «يا رب خلص» ومنها تشتق الكلمة اليونانية «أوصنا» وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين وهي الكلمة التي استخدمها أهالي أورشليم عند استقبال المسيح.