قال السفير الإسرائيلي السابق لدى القاهرة والمحلل السياسي الإسرائيلي حاييم كورين إن تهديدات المصريين بقطع العلاقات مع إسرائيل يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وأضاف كورين خلال حديثه مع إذاعة 103FM الإسرائيلية، أن المصريين في وضع اقتصادي سيئ بالفعل، ولا يتحملون عدم استقرار على حدودهم الشرقية أكثر من ذلك.
إلغاء اتفاقية كامب ديفيد
وقال: 'التهديد بتجميد أو إلغاء اتفاق السلام يؤكد أننا أمام وضع مقلق في موقفهم تجاهنا.'
وأوضح أن 'مجرد التلويح بالانضمام لدعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي، ومسألة التهديدات بتجميد اتفاق السلام، يعد تفاقماً مقلقاً للموقف المصري تجاهنا، وينبع من عدة أسباب يجب على تل أبيب أن تنتبه إليها'.
وتابع:'أفترض أن قادتنا يتفاوضون مع المصريين بما يتجاوز المناوشات العلنية، ويحاولون خفض مستوى النيران قليلا، لكن المصريون يتعرضون لضغوط كبيرة، ليس فقط لأننا والشيعة الإيرانيون يجلسون على حدودهم في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وتأثرت إيراداتهم من قناة السويس بشكل كبير، ومع ذلك فإن مصر في وضع اقتصادي سيء مما ذهبوا إليه حتى الآن'.
وأوضح السفير الإسرائيلي السابق، أن التهديدات يجب أن تؤخذ على محمل الجد، حتى لو جاءت لتخدم موقفا من شأنه أن يخدم السياسة المصرية.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي توجه إلى وزراء الخارجية في أوروبا وطلب منهم أن يتدخلوا لمنع تدهور العلاقات مع مصر، مضيفا أن الحديث مع المصريين يشير إلى توتر كبير في العلاقات.
وأضاف:' إن رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى هذه اللحظة لم يقرر ما سيحدث في اليوم التالي من الحرب، مما يجعل الأمر صعبًا على سياسة تل أبيب الخارجية، ومن الواضح بالنسبة لي أن الجيش الإسرائيلي يواجه أيضًا صعوبة في معرفة كيف سيستمر في العمل خلال تلك المرحلة، ليس لدينا رؤية لليوم التالي، وهذا يقلق المصريين بشدة، وسأسعى جاهداً للتوصل إلى تفاهم حتى لا يؤدي إلى تفاقم الوضع'.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أعلنت أن مصر لوحت بتخفيض العلاقات مع إسرائيل وسحب سفيرها لدى تل أبيب على خلفية التصعيد الإسرائيلي في مدينة رفح، والسيطرة على الجهة الشرقية من معبر رفح.
ونقلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية، عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى إن القاهرة تدرس عودة سفيرها من تل أبيب بعد أيام من إعلانها انضمامها إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا في لاهاي ضد إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة العبرية أن مصر تدرس أيضا خفض العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ومن بين أمور أخرى تدرس عودة السفير من تل أبيب.
وقال مسؤولو تل أبيب، إلى أن هذه الخطوة التي تم بحثها في القاهرة تأتي بعد أن أعلن المصريون انضمامهم إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة لاهاي، وأنهم لن يتعاونوا مع إسرائيل في فتح معبر رفح الذي سيطرت عليه قوات الجيش الإسرائيلي.