قالت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن الاغتصاب والعبودية الجنسية منتشران على نطاق واسع في الحرب الأهلية في السودان، متهمة ميلشيات الدعم السريع بشكل خاص بارتكاب العنف الجنسي على نطاق 'مذهل'.
وكشفت بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في السودان في تقرير جديد إن الأطفال ليسوا بمنأى عن الانتهاكات، حيث يتم اختطاف النساء والفتيات للاستعباد الجنسي. وقال رئيس لجنة التحقيق محمد شاندي عثمان: 'لا يوجد مكان آمن في السودان الآن'.
واتهمت الامم المتحدة ميلشيات الدعم السريع بنشر نمط من العبودية الجنسية في مناطق سيطرتها في السودان .
جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
خلصت البعثة إلى أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها 'ارتكبت انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وقد يرقى العديد منها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية'.
وقالت البعثة إن الجانبين انخرطا في التعذيب الذي يرقى إلى جرائم حرب وعرقلا الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
واتهم التقرير الجانبين بالعنف الجنسي، لكنه قال إن قوات الدعم السريع كانت وراء 'الأغلبية العظمى' من الحالات الموثقة. وقالت البعثة إن قوات الدعم السريع كانت مسؤولة عن 'العنف الجنسي على نطاق واسع'، بما في ذلك 'الاغتصاب الجماعي واختطاف واحتجاز الضحايا في ظروف ترقى إلى العبودية الجنسية'.
وقالت أيضا إن قوات الدعم السريع وحلفاءها انخرطوا في 'اختطاف وتجنيد واستخدام الأطفال في الأعمال العدائية'، وسط نهب وسلب منهجي.
الاغتصاب والإرهاب والعقاب
وقال عثمان، رئيس قضاة سابق في تنزانيا، 'إن حجم العنف الجنسي الذي وثقناه في السودان مذهل'.
وقالت البعثة إن مثل هذه الانتهاكات كانت 'جزءاً من نمط يهدف إلى إرهاب ومعاقبة المدنيين بسبب ارتباطهم المزعوم بالمعارضين'، وقمع أي معارضة لتقدمهم العسكري.
وفي منطقة دارفور الغربية، ارتكب العنف الجنسي 'بقسوة خاصة، باستخدام الأسلحة النارية والسكاكين والسياط'.
وقال التقرير: 'أبلغت مصادر مباشرة عن اغتصاب فتيات لا تتجاوز أعمارهن ثماني سنوات ونساء تصل أعمارهن إلى 75 عاماً'.
وكان الضحايا يتعرضن في كثير من الأحيان 'للضرب بالعصي والجلد، قبل وأثناء الاغتصاب'، مع وقوع العنف الجنسي في كثير من الأحيان في حضور أقارب الضحايا.
وقالت البعثة إنها تلقت معلومات موثوقة 'عن اغتصاب واغتصاب جماعي للرجال والفتيان'. وقال رئيس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك يوم الثلاثاء إن تصاعد الأعمال العدائية في ولاية الجزيرة بشرق السودان يزيد من تفاقم خطر الفظائع.
وقال مكتب الترك إنه وثق ما لا يقل عن 25 حالة عنف جنسي في هجمات قوات الدعم السريع على قرى شرق الجزيرة، بما في ذلك فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا توفيت نتيجة لذلك، بينما تم اختطاف النساء والفتيات.