ads

تحديات تواجه نظام الشرع أبرزها دمج الضباط الأجانب في الجيش

أحمد الشرع
أحمد الشرع

تشهد الساحة السورية تحولات متسارعة مع تزايد الخطوات الدولية الهادفة إلى إعادة ترتيب المشهد العام في البلاد. وفي ظل هذه التطورات، تقف دمشق أمام مفترق طرق حاسم، حيث يتزامن إعلان رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا مع دعم أمريكي لخطة الحكومة السورية الرامية إلى دمج آلاف المقاتلين الأجانب في صفوف الجيش. هذا الوضع يدفع بالقوى الدولية والإقليمية للتنافس على ترك بصمتها في مستقبل سوريا.

مخاوف ومحاذير دمج المقاتلين الأجانب:

بينما تحتفي بعض الأوساط الرسمية بما تعتبره 'خطوات إلى الأمام'، تتصاعد التحذيرات من مغبة الزج بسوريا في تجربة قد تكون محفوفة بمخاطر جمة، لا سيما فيما يتعلق بإعادة تأهيل عناصر تحمل ماضياً متشدداً وغامضاً.

وقد أعرب المحامي والناشط السياسي، زيد العظم، خلال مداخلة له في برنامج 'غرفة الأخبار' على قناة 'سكاي نيوز عربية'، عن قلقه البالغ إزاء مشروع دمج المقاتلين الأجانب. واعتبر العظم أن 'إدخال آلاف المقاتلين التكفيريين إلى عمق الدولة ليس من مصلحة السوريين'، مؤكداً أن غالبية هؤلاء لا يحملون أجندة وطنية حقيقية، بل يتبنون أيديولوجيات متطرفة.

مقاربات تاريخية وتناقضات دولية:

وربط العظم ما يحدث في سوريا اليوم بالعقيدة الجيوسياسية التي طرحها بريجنسكي في الثمانينيات، عندما استغلت الولايات المتحدة 'الجهاد الإسلامي' لمواجهة السوفييت في أفغانستان. وصرح بأن 'واشنطن تعود إلى أدواتها القديمة، لتدريب متشددين على الأرض السورية ثم إعادة توظيفهم'، في إشارة إلى استراتيجية قديمة يتم تكييفها مع الظروف الراهنة.

ولم يخفِ العظم استغرابه من التناقض الواضح في المواقف الأوروبية والأمريكية حيال هذه القضية. ففي حين ينظر الاتحاد الأوروبي إلى هؤلاء المقاتلين كتهديد مباشر، خاصة مع إمكانية تحول الساحل السوري إلى نقطة انطلاق جديدة نحو أوروبا، يتضح دعم أمريكي لدمجهم. واستند العظم في تحذيراته إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي نبه إلى 'الخطر الداهم الذي قد يشكله المتطرفون العائدون من سوريا'.

وأضاف العظم أن دمج مقاتلين من تنظيمات سبق أن اتهمت بارتكاب مجازر في الساحل السوري يشكل 'إدخالاً لحصان طروادة إلى الجيش السوري'، محذراً من تكرار سيناريوهات الفوضى المسلحة والانتهاكات التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الماضية.

وفي سياق متصل، أشار العظم إلى اعتراف رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بـ'تطرف' بعض العناصر الذين يتم دمجهم. ونقل عنه قوله: 'لقد أدخلنا هؤلاء إلى الجيش لأننا نخشى أن ينشقوا وينضموا إلى داعش'، وهو ما اعتبره العظم تأكيداً رسمياً على المخاطر الأمنية الكامنة في هذا القرار.

كما انتقد العظم بشدة استبعاد آلاف الضباط السوريين المنشقين الذين يتمتعون بمؤهلات مهنية عالية، في مقابل تبني عناصر أجنبية تثير الكثير من الجدل. وتساءل: 'كيف نقصي ضباطاً وطنيين ونفتح الأبواب للأويغور؟ هذا ليس إصلاحاً بل مغامرة خطرة'، مما يسلط الضوء على تساؤلات حول الأولويات والمعايير المتبعة في هذه العملية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً