في تطور لافت، هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة باحتمالية السيطرة على مدينة سومي الواقعة شمال شرق أوكرانيا. وأشار بوتين إلى أن هذا التحرك قد يأتي في سياق سعي روسيا لإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود، تمتد حالياً لمسافة تتراوح بين 10 و12 كيلومتراً. وتفصل خطوط المواجهة حالياً نحو 18 كيلومتراً فقط عن حدود المدينة.
ورداً على سؤال حول استهداف سومي، قال بوتين: 'لا نستهدف الاستيلاء على سومي، ولكنني من حيث المبدأ، لا أستبعد حدوث ذلك'.
أوكرانيا تدين تصريحات بوتين وتعتبرها "ازدراءً" لجهود السلام
ندد وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، بتصريحات بوتين، واصفاً إياها بأنها دليل على 'ازدراء' روسيا لجهود السلام الأمريكية، ومؤكداً أن موسكو عازمة على مواصلة الاستيلاء على الأراضي وقتل الأوكرانيين.
وتسيطر روسيا حالياً على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وأكثر من 99% من منطقة لوهانسك، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى أجزاء من مناطق خاركيف وسومي ودنيبروبتروفسك. وكانت روسيا قد هددت في الآونة الأخيرة بضم المزيد من المناطق إذا لم توافق كييف على شروطها القصوى لإنهاء الحرب.
"كل أوكرانيا لنا": رؤية بوتين المتناقضة ورفض زيلينسكي
أكد بوتين خلال كلمته أن 'الروس والأوكرانيين شعب واحد، وبهذا المعنى، كل أوكرانيا لنا'. وهو ادعاء رفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مراراً، مشدداً على أن شروط بوتين للسلام هي 'أقرب إلى مطالبة بالاستسلام'.
وفي رد على سؤال حول حجم الأراضي الأوكرانية التي ينوي الاستيلاء عليها، أجاب بوتين: 'كل مكان تطأه قدم الجندي الروسي، فهو ملك لنا'. وأضاف: 'هناك مثل يقول: أي مكان تطأه قدم جندي روسي، هو ملك لنا. من هذه الزاوية، أوكرانيا بأكملها ملك لنا'، وسط تصفيق حار من الحضور.
وعلى الرغم من هذه التصريحات، قال بوتين إنه لا يشكك في استقلال أوكرانيا ولا في سعي شعبها للسيادة، لكنه أكد أن أوكرانيا عندما أعلنت استقلالها عام 1991 مع سقوط الاتحاد السوفيتي كانت قد أكدت حيادها أيضاً.
ترى كييف وحلفاؤها الغربيون أن مطالبات موسكو بالسيادة على أربع أقاليم أوكرانية وشبه جزيرة القرم غير قانونية. وكتب وزير الخارجية الأوكراني على منصة 'إكس' أن 'تصريحات بوتين الخبيثة تظهر ازدراء مطلقاً لمساعي السلام الأمريكية... السبيل الوحيد لحمل روسيا على السلام هو حرمانها من شعورها بالإفلات من العقاب'. وأضاف: 'بينما تدعو الولايات المتحدة وبقية العالم إلى وقف فوري للقتل، يناقش أكبر مجرم حرب روسي خططاً للاستيلاء على مزيد من الأراضي الأوكرانية، وقتل مزيد من الأوكرانيين'. واختتم بالقول: 'أينما وطأت أقدام جندي روسي، لا يجلب معه سوى الموت والدمار والخراب'.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المسائي المصور، إن روسيا أظهرت 'بكل صراحة وسخرية أنها لا ترغب في الموافقة على وقف إطلاق النار. روسيا تريد مواصلة الحرب'. وأشار إلى أن القادة العسكريين ناقشوا العمليات الجارية في منطقة سومي، وأن روسيا لديها 'خطط ونوايا مختلفة ومجنونة تماماً كعادتها. نحن نصدهم ونقضي على هؤلاء القتلة؛ دفاعاً عن سومي'.