أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي ليل الاثنين - الثلاثاء بمقتل العالم النووي الإيراني محمد رضا صديقي صابر في ضربة إسرائيلية مزعومة شمال إيران، وذلك قبل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ. يثير هذا الحادث تساؤلات جدية حول مدى قدرة جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) على اختراق الأراضي الإيرانية وتنفيذ مثل هذه العمليات.
وذكر التلفزيون الإيراني أن "بعض المصادر أفادت باغتيال محمد رضا صديقي صابر في منزل والديه في آستانة أشرفية" شمال إيران، بالقرب من بحر قزوين. وأضاف التقرير أن ابنه البالغ من العمر 17 عامًا قُتل قبل أيام في ضربة استهدفت منزل العائلة في طهران. كان اسم محمد رضا صديقي صابر مدرجًا في قائمة العقوبات الأمريكية، مما يشير إلى أهميته في البرنامج النووي الإيراني.
تأتي هذه العملية المزعومة في سياق تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث تتهم إسرائيل طهران بمواصلة برنامجها النووي سراً، بينما تنفي إيران ذلك وتؤكد سلمية برنامجها. لطالما ربطت تقارير استخباراتية بين الموساد وعمليات اغتيال سابقة لعلماء نوويين إيرانيين، بهدف تعطيل التقدم النووي للبلاد.
إذا تأكد تورط الموساد في اغتيال صديقي صابر، فإن ذلك سيسلط الضوء على مستوى عالٍ من التغلغل الاستخباراتي داخل إيران. القدرة على استهداف فرد رفيع المستوى داخل منزله، وفي منطقة بعيدة عن العاصمة، تشير إلى وجود شبكة معلومات قوية وقدرات لوجستية متقدمة. كما أن مقتل ابنه قبل أيام من اغتياله قد يشير إلى حملة ممنهجة تستهدف عائلته، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني.
ويثير توقيت الاغتيال، الذي تزامن مع إعلان وقف إطلاق النار، تساؤلات حول أهداف إسرائيل من هذه العملية، وما إذا كانت تهدف إلى توجيه رسالة أخيرة قبل سريان الاتفاق، أو كانت جزءًا من استراتيجية أوسع لعرقلة البرنامج النووي الإيراني بغض النظر عن التطورات الدبلوماسية.
تبقى تفاصيل هذه العملية غامضة، لكنها بلا شك ستضيف بعدًا جديدًا للعبة القط والفأر بين طهران وتل أبيب، وتثير المزيد من الشكوك حول مدى فعالية الإجراءات الأمنية الإيرانية في مواجهة التهديدات الخارجية.