تستمر الأوضاع في قطاع غزة في التدهور مع تصاعد حدة الحرب الإسرائيلية، في حين تتكثف الاتصالات والدعوات الدولية لوقف إطلاق النار. وفي خطوة هي الأكبر منذ أشهر، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة تطال أجزاء واسعة من مدينة غزة وشمالها، بعد أن كانت أوامر الإخلاء السابقة تقتصر على شمال القطاع فقط.
نشر الجيش الإسرائيلي، عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال منشورات ألقتها طائرات مسيّرة، خريطة إخلاء جديدة تطالب مئات الآلاف من سكان غزة بالإخلاء الفوري. وتشمل الأوامر الجديدة أحياء الزيتون، الصبرة، التفاح، والدرج في مدينة غزة، مطالبة السكان بالتوجه جنوبًا نحو منطقة المواصي.
بالإضافة إلى ذلك، تم توسيع نطاق الإخلاء ليشمل مناطق كانت قد صدرت فيها أوامر إخلاء سابقة، وهي جباليا البلد، الزرقاء، وأبو إسكندر، مما يشير إلى تصعيد كبير في العمليات العسكرية التي تستهدف هذه المناطق.
تصاعد العمليات العسكرية مقابل الجهود الدبلوماسية
يأتي هذا التطور في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على القطاع، والذي خلف دمارًا واسعًا وأزمة إنسانية متفاقمة. وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات جمة في إيصال المساعدات الأساسية للمتضررين، في ظل القيود المفروضة على المعابر والظروف الأمنية الخطيرة.
في المقابل، تتواصل الجهود الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لوقف التصعيد وتحقيق هدنة إنسانية. وتتوالى الدعوات من منظمات الأمم المتحدة والدول الكبرى لوقف فوري لإطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود. إلا أن هذه الدعوات لم تسفر عن تحقيق تقدم ملموس على الأرض حتى الآن.
تثير أوامر الإخلاء الجديدة مخاوف كبيرة بشأن مصير مئات الآلاف من المدنيين، الذين يجدون أنفسهم مضطرين لترك منازلهم وممتلكاتهم والبحث عن مأوى آمن في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة. وتكتظ مناطق الإخلاء الجديدة بالسكان، مما يضيف ضغطًا هائلًا على البنية التحتية المحدودة في المواصي والمناطق الجنوبية الأخرى.
يبقى الوضع في قطاع غزة متقلبًا للغاية، مع استمرار العمليات العسكرية وتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، بينما يواجه المدنيون الفلسطينيون مصيرًا مجهولًا في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية.