ads
ads

الإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله: رمزية تاريخية وقضية معقدة بعد 41 عامًا في السجون الفرنسية

جورج ابراهيم
جورج ابراهيم

شهد يوم الجمعة، 25 تموز/يوليو 2025، حدثًا تاريخيًا في السجون الفرنسية، تمثل في إطلاق سراح الناشط اللبناني المؤيد للفلسطينيين، جورج إبراهيم عبد الله، بعد قضائه نحو 41 عامًا في السجن. وقد أدين عبد الله بالتواطؤ في اغتيال دبلوماسيين أمريكي وإسرائيلي في ثمانينات القرن الماضي، لكن إطلاق سراحه يثير تساؤلات حول العدالة، الدبلوماسية، ورمزية المقاومة الفلسطينية.

تفاصيل الإفراج والرحلة إلى بيروت

غادر جورج إبراهيم عبد الله، البالغ من العمر 74 عامًا، سجن لانميزان في مقاطعة أوت-بيرينه بجنوب غرب فرنسا، صباح الجمعة. وانطلق موكب من ست مركبات من السجن، لينقل عبد الله مباشرة إلى مطار تارب، ومنه إلى مطار رواسي في باريس، حيث سيستقل طائرة متجهة إلى بيروت.

انتصار سياسي وعاطفي

وصف محاميه، جان-لوي شالانسيه، الإفراج بأنه "مصدر فرح وصدمة عاطفية وانتصار سياسي في آن بعد كل هذه الفترة"، مشددًا على أنه "كان ينبغي أن يخرج منذ فترة طويلة جدا". يأتي هذا الإفراج بعد قرار من محكمة الاستئناف في باريس الأسبوع الماضي، يقضي بالإفراج عن عبد الله في 25 تموز/يوليو بشرط مغادرته فرنسا وعدم عودته إليها. ورغم طعن النيابة العامة في باريس على هذا القرار، إلا أن الطعن لن يعلق تنفيذ الحكم.

عقود من السجن ورفض متكرر لطلبات الإفراج

حُكم على عبد الله بالسجن مدى الحياة عام 1987 بتهمة الضلوع في اغتيال الدبلوماسي الأمريكي تشارلز راي والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمينتوف عام 1982، ومحاولة اغتيال ثالث عام 1984. وعلى الرغم من أنه أصبح مؤهلاً للإفراج المشروط منذ 25 عامًا، إلا أن 12 طلبًا لإطلاق سراحه رُفضت كلها خلال هذه الفترة.

رمز من الماضي لا يشكل خطرًا

اعتبر قضاة محكمة الاستئناف أن مدة احتجاز عبد الله "غير متناسبة" مع الجرائم المرتكبة ومع سنه، مشيرين إلى أنه بات "رمزًا من الماضي للنضال الفلسطيني". وأشار الحكم إلى أن المجموعة الصغيرة التي كان يتزعمها عبد الله، "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية"، لم ترتكب أي أعمال عنف منذ عام 1984. ورغم أن القضاة أعربوا عن أسفهم لعدم إبداء عبد الله أي "ندم أو تعاطف مع الضحيتين"، إلا أنهم رأوا أنه لم يعد يشكل خطرًا على النظام العام، وأنه يرغب في قضاء "آخر أيامه" في قريته في شمال لبنان.

حياة مكرسة للقضية الفلسطينية

انضم جورج عبد الله إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد إصابته خلال الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978. ثم أسس مع أفراد من عائلته "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية"، وهي تنظيم ماركسي مناهض للإمبريالية، تبنى خمسة هجمات في أوروبا بين عامي 1981 و1982، أدت أربعة منها إلى سقوط قتلى في فرنسا. وقد نفى عبد الله ضلوعه في عمليتي الاغتيال، مصنفًا إياها ضمن أعمال "المقاومة" ضد "القمع الإسرائيلي والأمريكي" في سياق الحرب الأهلية اللبنانية والغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان.

استقبال في لبنان

تأمل عائلة عبد الله أن يتم استقباله في صالون الشرف بمطار بيروت الدولي، وقد طلبت إذنًا من السلطات اللبنانية التي كانت تطالب فرنسا بالإفراج عنه منذ سنوات. ومن المقرر أن يتوجه الناشط لاحقًا إلى مسقط رأسه في القبيات بشمال لبنان، حيث سيُنظم له استقبال شعبي ورسمي.

قضية عبد الله: بين النسيان والدعم المستمر

على مر السنين، تحول جورج عبد الله من "العدو الأول لفرنسا وأحد أشهر سجنائها" في الثمانينات إلى شخصية منسية إلى حد كبير، باستثناء عدد قليل من المؤيدين الذين واصلوا التظاهر سنويًا أمام سجنه، وبعض البرلمانيين اليساريين. يمثل إطلاق سراحه اليوم نقطة تحول في قضية معقدة، تثير تساؤلات حول طول مدة العقوبة، والدوافع السياسية، وتأثير الزمن على القضايا العالقة.

هل تتوقع أن يكون لإطلاق سراح جورج إبراهيم عبد الله تأثير على العلاقات بين فرنسا ولبنان، أو عل

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً