في تطور لافت، ذكرت تقارير إعلامية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عرض على المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) خطة لضم أجزاء من قطاع غزة. تهدف هذه الخطوة، بحسب صحيفة "هآرتس"، إلى إبقاء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في الحكومة في حال فشل صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، وذلك بعد موافقة إدارة ترامب على هذه الخطة.
وأفادت "هآرتس" أن إسرائيل منحت حركة حماس "مهلة عدة أيام للموافقة على وقف إطلاق النار أو مواجهة خطة تقضي بضم قطاع غزة على مراحل". يأتي هذا التهديد في ظل تصاعد التوترات واستمرار العمليات العسكرية.
في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن وزراء داخل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) يعتقدون أن قرار احتلال قطاع غزة بشكل كامل أصبح وشيكًا. ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن بعض الوزراء تقديرهم بأن "قرار احتلال غزة أصبح قريبًا"، مرجعين ذلك إلى ما وصفوه بـ "ابتعاد التوصل إلى اتفاق بين حماس وتل أبيب" و"تصلب مواقف الحركة الفلسطينية"، مما يقرب من "خطة الحرب الشاملة على غزة".
وفي تطور سياسي داخلي، دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى اجتماع مغلق لكتلة حزبه "الصهيونية الدينية" (يميني متطرف)، لمناقشة الخطوات الإسرائيلية الأخيرة بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة. وكان سموتريتش قد هدد في وقت سابق بالانسحاب من حكومة نتنياهو في حال السماح بدخول المساعدات لقطاع غزة، لكنه صرح يوم الاثنين بأنه باق في الحكومة.
من جانبها، زعم جيش الاحتلال يوم الأحد أنه سمح بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية "محدودة" على غزة، وبدء ما أسماه "تعليقًا تكتيكيًا لأنشطة عسكرية" في مناطق محددة من القطاع للسماح بمرور المساعدات.
إلا أن منظمات دولية اعتبرت هذه الخطوة "تروّج لوهم الإغاثة"، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي يواصل استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين الفلسطينيين عبر استمرار إغلاق المعابر بوجه المساعدات.
على الصعيد الإنساني، أفادت وزارة الصحة في غزة يوم الأحد بارتفاع حصيلة ضحايا منتظري المساعدات إلى "ألف و132 شهيدًا، و7 آلاف و521 إصابة" منذ 27 مايو الماضي. ووفقًا لأحدث حصيلة للوزارة يوم الاثنين، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 147 فلسطينيًا، بينهم 88 طفلًا، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقد أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ، توم فليتشر، يوم الاثنين أن واحدًا من كل ثلاثة فلسطينيين في غزة لم يأكل منذ أيام، مجددًا دعوته إلى إيصال المساعدات بشكل سريع ودون عوائق.
يُذكر أن قطاع غزة يشهد منذ أكتوبر 2023 حربًا مدمرة، تتضمن القتل، التجويع، التدمير، والتهجير القسري، وسط تجاهل إسرائيلي للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه العمليات. وقد خلفت هذه الحرب، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى ما يزيد عن 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أودت بحياة الكثيرين، بينهم عشرات الأطفال.