أعلنت إسرائيل، اليوم الخميس، أنها شنت سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على "بنى تحتية" تابعة لـ"حزب الله" في مناطق متفرقة من لبنان. ووفقًا لبيان صادر عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، استهدفت الغارات "أكبر موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة" التابع للحزب، مشيرًا إلى أن هذا الموقع كان قد تم استهدافه سابقًا.
وأوضح كاتس أن هذه الهجمات تأتي في إطار "سياسة الضغط الأقصى" ضد "حزب الله"، مؤكدًا أن أي محاولة لإعادة بناء القدرات العسكرية أو تهديد إسرائيل ستُواجَه برد "لا هوادة فيه".
تفاصيل الغارات وأسبابها
من جهته، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا منفصلاً يفيد بشن غارات على مواقع عسكرية تابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان ومنطقة البقاع. وأشار البيان إلى أن المواقع المستهدفة شملت بنية تحتية لإنتاج المتفجرات وموقعًا سريًا لإنتاج الصواريخ وتخزين "وسائل قتالية استراتيجية".
وبحسب البيان، فقد عمل "حزب الله" المدعوم من إيران على ترميم هذه المواقع بعد تدميرها في هجمات سابقة، وهو ما وصفته إسرائيل بأنه "خرق للتفاهمات" التي أنهت الأعمال العسكرية بين الجانبين.
اتفاق وقف إطلاق النار وتصريحات المسؤولين
تأتي هذه التطورات بعد توقف الأعمال العسكرية بين إسرائيل و"حزب الله" بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر الماضي، والذي أنهى أكثر من عام من التوتر، بما في ذلك شهران من الحرب المفتوحة. وقد نص الاتفاق على انسحاب مقاتلي "حزب الله" من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية هناك، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" على الحدود، وسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي توغلت فيها.
وبالتزامن مع هذه الهجمات، حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحكومة اللبنانية مسؤولية الحؤول دون انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
في المقابل، صرّح الرئيس اللبناني، جوزيف عون، في اليوم نفسه، بأن السلطات اللبنانية "ملتزمة سحب سلاح جميع القوى المسلحة، ومن ضمنها حزب الله"، وهو ما يرفضه التنظيم. وجاءت تصريحات عون بعد يوم واحد من تأكيد الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، أن أي دعوات لنزع سلاح الحزب "تخدم المشروع الإسرائيلي"، واصفًا التحدي الحالي بأنه "تهديد وجودي" للبنان والحزب.