ads
ads

غارات وعمليات خاصة: تصعيد إسرائيلي غامض في قلب العاصمة السورية ( تحليل إخباري )

جندية في الجيش الاسرائيلي
جندية في الجيش الاسرائيلي

دمشق - في تصعيد لافت، أفادت تقارير إعلامية سورية عن عملية إنزال جوي نفذتها قوات أجنبية، فجر اليوم، في موقع عسكري استراتيجي قرب العاصمة دمشق. هذه العملية تأتي بعد سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة نفسها، ما يشير إلى مستوى جديد من العمليات العسكرية في المنطقة.

وفقاً لمصادر في الجيش السوري، فإن وحدة عسكرية نفذت إنزالاً جوياً استمر ساعتين على منطقة مرتفعة جنوب غربي دمشق. وتأتي هذه العملية في أعقاب غارات جوية مكثفة استهدفت المواقع العسكرية في محيط جبل المانع.

هذا التطور يأتي في سياق تصريحات رسمية من وزير الدفاع في الدولة المجاورة، يسرائيل كاتس، الذي أكد أن قوات بلاده تعمل "ليل نهار" وفي كل مكان يقتضيه أمن البلاد، دون أن يؤكد أو ينفي بشكل مباشر التقارير عن العملية. وكتب كاتس على حسابه بمنصة "إكس": "إن قواتنا تعمل في جميع ميادين القتال ليل نهار، من أجل أمن البلاد"، وهو ما فسره البعض كإشارة غير مباشرة إلى العملية.

تفيد التقارير الإعلامية السورية أن القصف الجوي الإسرائيلي الذي استمر حتى مساء الأربعاء، كان يهدف إلى "منع الوصول إلى المنطقة" قبل عملية الإنزال الجوي. كما تم العثور على أجهزة مراقبة وتجسس في الموقع قبل الهجوم، ما أدى إلى تعرض الموقع لهجوم جوي أسفر عن سقوط قتلى. يذكر أن منطقة جبل المانع كانت سابقًا موقعًا لقاعدة دفاع جوي رئيسية قبل سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وتتمركز فيها الآن وحدات من الجيش السوري المعاد تشكيله.

تحليل إخباري: رسائل عبر القصف والإنزال

تتجاوز العمليات العسكرية الأخيرة في سوريا مجرد كونها استهدافات روتينية، لتدخل مرحلة جديدة من التصعيد الذي يحمل في طياته رسائل سياسية وعسكرية معقدة. إن الجمع بين الغارات الجوية وعملية الإنزال البري، بغض النظر عن تفاصيلها، يعد مؤشراً على تغيير في استراتيجية التعامل مع الأوضاع في سوريا.

تقليدياً، اعتمدت العمليات في سوريا على الضربات الجوية الدقيقة التي تستهدف شحنات أسلحة أو مواقع عسكرية محددة. لكن عملية الإنزال الجوي تشير إلى أن الهدف ربما لم يكن مجرد تدمير منشأة، بل جمع معلومات، أو تعطيل بنية تحتية حساسة، أو حتى القضاء على أهداف بشرية محددة. هذا النوع من العمليات يتطلب تخطيطاً استخباراتياً دقيقاً ومخاطرة أكبر، ما يعكس أهمية الأهداف المستهدفة.

إن اختيار جبل المانع، وهو موقع استراتيجي ومركز سابق للدفاع الجوي، ليس محض صدفة. فوجود أجهزة مراقبة وتجسس في المنطقة يشير إلى وجود نشاط استخباراتي مكثف، وقد يكون الهدف من العملية هو تعطيل شبكة تجسس أو قطع خط إمداد حيوي. كما أن تزامن العملية مع تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس يعزز فكرة أن هذه العمليات ليست فردية، بل هي جزء من استراتيجية أوسع للأمن القومي.

يمكن أن تحمل هذه العملية أيضاً رسالة ردع واضحة إلى اللاعبين الإقليميين الآخرين، بأن القوات الأجنبية قادرة على الوصول إلى العمق السوري وتنفيذ عمليات معقدة. هذا التحول من "الضربات من بعيد" إلى "العمليات من قريب" يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الصراع في سوريا، وما إذا كانت هذه العمليات ستصبح أكثر شيوعاً في الفترة المقبلة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً