ads
ads

اتهامات للدعم السريع بتصفية مدنيين سودانيين... عشرات الجثث على طريق الهروب من الفاشر

تجدد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع
تجدد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع

في تطور مأساوي للأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، كشفت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني عن تقديرات صادمة لوجود أكثر من 130 جثة لمدنيين، بينهم نساء وأطفال، ملقاة على الطريق الرابط بين مدينة الفاشر وبلدة طويلة شمال دارفور. يأتي هذا الكشف في ظل اتهامات لقوات الدعم السريع بتنفيذ عمليات تصفية "وحشية" بحق المدنيين العزل الذين يحاولون الفرار من جحيم المعارك.

تفاصيل صادمة عن جثث مكبلة

بحسب تصريحات العقيد أحمد حسين، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة، فإن الجثث عُثر عليها على طريق فرار المدنيين من الفاشر إلى الأماكن الآمنة. وأشار حسين إلى أن 30 جثة من بين الضحايا وُجدت في مكان واحد، بعضها كانت مكبلة الأيدي والأرجل، مما يثير الشكوك حول طبيعة الوفيات.

وقال المتحدث إن قوات الدعم السريع ما زالت مستمرة في تنفيذ عمليات التصفية الجسدية ضد المدنيين في شمال دارفور، مؤكدًا أن العديد من الأسر أبلغت عن فقدان أبنائها على هذا الطريق. ووفقًا للتقرير، تحولت بلدة طويلة، التي تبعد نحو 65 كيلومترًا غرب الفاشر، إلى ملجأ للآلاف من النازحين الهاربين من الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك، في ظل المعارك الضارية بين الجيش السوداني والقوة المشتركة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.

انتهاكات منظمة واستهداف عرقي

لم تتوقف الاتهامات عند التصفية الجسدية، بل امتدت لتشمل حوادث خطف واستهداف ممنهج. فبحسب المتحدث باسم القوة المشتركة، تم اقتياد ثماني نساء وطفلتين إلى جهة مجهولة، كما فُقد أكثر من 20 شخصًا داخل مخيم أبو شوك خلال الأسبوعين الماضيين. واتهم حسين "الميليشيات العربية" المدعومة من قوات الدعم السريع باستهداف ممنهج على أساس عرقي للسكان من المكونات الأفريقية في الإقليم.

بالإضافة إلى ذلك، تشهد مدينة الفاشر قصفًا مدفعيًا يوميًا وهجمات بطائرات مسيرة انتحارية تستهدف التجمعات السكنية ومراكز الإيواء ومخيمات النازحين، مما يزيد من معاناة المدنيين المحاصرين.

وضع إنساني كارثي وتهديدات متصاعدة

تتفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر مع تصعيد قوات الدعم السريع هجماتها للاستيلاء على المدينة، التي تُعدّ آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في غرب البلاد. ويُقدر عدد المدنيين المحاصرين داخل الفاشر بعشرات الآلاف، في ظروف إنسانية بالغة السوء، حيث تمنع قوات الدعم السريع وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية، ولا توجد ممرات آمنة للمدنيين للمغادرة.

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فر نحو 400 ألف مدني إلى منطقة طويلة. وأفادت المنسقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور بأن الفارين من الفاشر يتعرضون لشتى أنواع الانتهاكات والقتل، مما أدى إلى حالات وفاة بسبب الجوع والعطش.

وفي المقابل، سبق للمنسقية أن اتهمت الجيش والقوات المتحالفة معه برفض السماح للنازحين بالمغادرة واستخدامهم كدروع بشرية في مواجهة هجمات قوات الدعم السريع. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وكالات الإغاثة أن أكثر من 70% من سكان الفاشر بحاجة إلى مساعدات، وسجلت وفيات بسبب الجوع والعطش ونقص الرعاية الصحية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً