ads
ads

تحليل إخباري: توتر في العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية

متظاهرة في ايران
متظاهرة في ايران

يشهد التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توترًا متزايدًا، وذلك في ظل تصريحات متباينة من الجانبين. وبينما تسعى الوكالة إلى استئناف عمليات التفتيش في بعض المواقع الإيرانية، ترفض طهران أي تعاون جديد قبل إتمام المفاوضات. هذا الوضع يثير تساؤلات حول مستقبل الاتفاق النووي ومدى التزام الأطراف به.

خلاف حول آليات التعاون

تؤكد إيران على أن أي تعاون جديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرهون باستكمال المفاوضات القائمة بينهما. فقد صرح مسؤولون إيرانيون بأن الوكالة قد أقرت بضرورة وجود إطار عمل جديد للتعاون، مما يعني أن طهران لن تسمح بوجود أي تفتيش جديد قبل التوصل إلى اتفاق واضح.

في المقابل، يرى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن تأخير استئناف عمليات التفتيش أمر غير مقبول. ويؤكد على ضرورة التوصل إلى تسوية سريعة، ربما خلال الأيام القادمة، لضمان استمرارية عمل الوكالة. هذه الدعوة العاجلة تأتي في سياق رغبة الوكالة في فحص ثلاثة مواقع نووية إيرانية تعرضت للقصف مؤخرًا.

تأثيرات سياسية على التعاون

يبدو أن التوتر القائم بين إيران والوكالة الدولية ليس مجرد خلاف فني، بل يتأثر بالعديد من العوامل السياسية. وقد ألمح مسؤولون إيرانيون إلى أن التحركات الأوروبية لإعادة تفعيل العقوبات قد تؤثر سلبًا على التعاون مع الوكالة. وهذا يؤكد أن المفاوضات النووية لا يمكن فصلها عن التطورات السياسية الأوسع في المنطقة.

وعلى الرغم من هذا التوتر، فقد أكد مدير "المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية" على استمرار التعاون مع الوكالة، مشيرًا إلى عقد اجتماع استشاري جديد قريبًا لمناقشة آليات التعاون. وهذا يشير إلى أن الطرفين لا يزالان يسعيان إلى إيجاد حلول، على الرغم من التباين في المواقف.

تحليل الموقف الإيراني

يمكن تفسير الموقف الإيراني بأنه محاولة للضغط على الوكالة الدولية والقوى الكبرى، من أجل الحصول على تنازلات في المفاوضات. فمن خلال ربط التعاون الفني بالقرارات السياسية، تحاول طهران أن تضمن أن أي اتفاق جديد يراعي مصالحها. كما أن اتهام غروسي بـ "التأثر بنفوذ قوى الهيمنة" يعكس عدم ثقة إيران في حيادية الوكالة، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى حلول.

وفي الختام، يظل مستقبل التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مرهونًا بمدى قدرة الطرفين على تجاوز خلافاتهما السياسية والفنية. فمن ناحية، تسعى الوكالة إلى تطبيق قواعدها، ومن ناحية أخرى، تصر إيران على حماية سيادتها ومصالحها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
اللواء سمير فرج لـ"أهل مصر": غزة أربكت إسرائيل وغيرت معادلات الصراع بالشرق الأوسط.. وإيران تحتاج عامين لاستعادة قدراتها التسليحية