يُعد جيفري إبستين واحدًا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة، فقد جمع بين النفوذ المالي والعلاقات الواسعة مع سياسيين ورجال أعمال وشخصيات بارزة حول العالم، قبل أن تنهار إمبراطوريته بالكامل بعد اتهامه بإدارة شبكة اتجار بالقُصَّر، ورغم وفاته داخل سجنه عام 2019 في واقعة لا تزال محاطة بالغموض، فإن الأسئلة حول مصادر قوته ونفوذه ما زالت تتوالى حتى اليوم.
ومع مرور الوقت، ظهرت روايات وتحقيقات صحفية واسعة أبرزها في الولايات المتحدة وبريطانيا تتناول احتمال ارتباط إبستين بأجهزة استخبارات أجنبية، وعلى رأسها الموساد.
تستند هذه الفرضيات إلى شبكة علاقاته الوثيقة مع شخصيات يهودية نافذة، وإلى علاقته القديمة بعارضة الأزياء غيلين ماكسويل، ابنة روبرت ماكسويل الذي وُجهت له سابقًا اتهامات بعلاقات وثيقة بالاستخبارات الإسرائيلية.
ورغم أن هذه الروايات تحظى باهتمام الصحافة الاستقصائية، فإنها تبقى غير مؤكدة رسميًا، ولم تعلن أي جهة حكومية أمريكية أو إسرائيلية ما يدعمها أو ينفيها بصورة قاطعة.
وأكدت ذلك الصحفية الاستقصائية جولي براون قائلة "ليس مستبعدا أن يكون إبستين على علاقة مع الموساد" وأشارت إلى أوجه التشابه في ظروف الوفاة بين إبستين وروبرت عام 1991، إذ يشاع محليا اغتيالهما على يد الموساد، رغم تأكيد انتحار الأول وموت الثاني غرقا لسقوطه خطأ.
ومن جهة أخرى، ادعى ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق آري بن ميناشي -في حديث مع قناة روسيا اليوم- أن إبستين ووالد ماكسويل كانا عميلين إسرائيليين، وأن كل ما أشيع وقيل كان بهدف جمع معلومات استخبارية من شخصيات بارزة لصالح الموساد وابتزازها، وأن جميع الفضائح المذكورة في قضية إبستين قد تم تدبيرها لصالح الموساد بهدف جمع المعلومات وابتزاز الشخصيات المشهورة.
وكشف موقع "دروب سايت" عن وثائق ورسائل إلكترونية مسربة تظهر أن الملياردير الأميركي أدى دورا سريا في تسهيل مفاوضات بين إسرائيل وكوت ديفوار، لتوقيع اتفاق أمني يتيح مراقبة الاتصالات في هذه الدولة الأفريقية بمساعدة رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، كما أظهرت الرسائل أن إبستين ساعد في تنسيق رحلات باراك إلى أفريقيا.