ads
ads

توقعات بنزوح يصل إلى 100 ألف سوداني في كردفان وتحذيرات من خطر يهدد نصف مليون في الأبيض

السودان
السودان

تتفاقم الأوضاع الإنسانية في إقليم كردفان مع استمرار المعارك وتوسع رقعة القتال، وسط تحذيرات أممية من موجة نزوح واسعة قد تطال عشرات الآلاف، وتعرّض مئات الآلاف من المدنيين لمخاطر متزايدة في حال استمرار التصعيد العسكري.

ميدانيًا، أفادت مصادر محلية بإحكام الحركة الشعبية – شمال سيطرتها على منطقة برنو شرق مدينة كادقلي، في وقت أعلن فيه الجيش إسقاط مسيّرتين تابعتين لقوات الدعم السريع فوق سماء مدينة الأبيض. كما نفّذ الجيش قصفًا استهدف مواقع للحركة الشعبية في منطقتي الفراقل والحاجز قرب مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان.

وفي ظل هذه التطورات، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 50 ألف شخص نزحوا بالفعل في إقليم كردفان، محذّرة من أن أعداد النازحين قد ترتفع إلى ما بين 90 و100 ألف شخص في حال استمرار القتال داخل مدينة كادقلي ومحيطها.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد حذّر، قبل أيام، من تصاعد المخاطر التي تهدد المدنيين في كردفان مع تزايد حدة الأعمال العدائية، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني يتدهور بوتيرة سريعة، ما ينذر بموجة نزوح جماعي جديدة. ودعا المكتب جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي الإنساني وضمان حماية المدنيين، لافتًا إلى أن القتال تسبب في نزوح أكثر من 1700 شخص خلال أيام قليلة من مناطق متفرقة في جنوب كردفان.

نزوح متصاعد وخوف متزايد

وفي هذا السياق، قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، محمد رفعت، إن أكثر من 50 ألف شخص نزحوا من إقليم كردفان منذ 25 أكتوبر الماضي، نتيجة التصعيد المتواصل للأعمال القتالية. وأكد، خلال مؤتمر صحفي نصف أسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، أن النزوح في السودان لا يحدث بدافع الاختيار، بل نتيجة الخوف المباشر من العنف.

وأوضح رفعت أن موجات النزوح لا تأتي بشكل متفرق، بل تعكس حالة رعب جماعية تدفع السكان إلى الفرار من مناطق واسعة، خاصة في محيط بابنوسة وكادقلي والأبيض. وأضاف أن من يتمكنون من الوصول إلى ولاية النيل الأبيض غالبًا ما يكونون من النساء والأطفال، في ظل صعوبة وخطورة طرق النزوح. وقدر المسؤول الأممي أن استمرار القتال في كادقلي قد يؤدي إلى نزوح ما بين 90 و100 ألف شخص إضافي، محذرًا من أن نحو نصف مليون من سكان مدينة الأبيض باتوا مهددين بشكل مباشر، في ظل مؤشرات على أن المدينة قد تكون “الهدف التالي” للتصعيد العسكري.

1700 نازح من هجليج إلى كوستي

وفي ولاية النيل الأبيض، ارتفع عدد النازحين الجدد القادمين من منطقة هجليج بغرب كردفان إلى مدينة كوستي إلى نحو 1700 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بعد رحلة نزوح وُصفت بالشاقة، هربًا من القتال وتدهور الأوضاع المعيشية وانعدام مقومات الحياة الأساسية.

وقالت مفوضة العون الإنساني بالولاية، لمياء عبد الله، إن الغذاء المتوفر في معسكرات النازحين غير كافٍ، بسبب التدفقات الكبيرة التي تفوق إمكانيات الولاية. وحذّرت من أن النازحين يعيشون أوضاعًا صحية وإنسانية قاسية، مؤكدة أن الاحتياجات تفوق بكثير الموارد المتاحة، وداعية إلى مضاعفة الدعم الإنساني العاجل.

تحديات التمويل وتفاقم الأزمة

وفي سياق متصل، أعرب رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة عن قلق بالغ إزاء الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، مشيرًا إلى توثيق نزوح أكثر من 109 آلاف شخص تمكنوا من الفرار من المدينة والقرى المحيطة بها. وأضاف أن عددًا كبيرًا من الفارين لا يزالون عالقين في القرى المجاورة، غير قادرين على مواصلة النزوح بسبب التعقيدات الأمنية واللوجستية. وحذّر رفعت من الآثار الخطيرة لخفض التمويل الإنساني، مؤكدًا أن المنظمات باتت تواجه خيارات قاسية. وقال: “نُجبر على الاختيار بين الأرواح التي يمكن إنقاذها والدعم الذي لا نستطيع الاستمرار في تقديمه”، مضيفًا أن فرق الإغاثة قد تمر بمناطق تعلم جيدًا أن سكانها في أمسّ الحاجة للمساعدة، لكنها قد تُجبر على تركهم دون دعم بسبب شح الموارد وضرورة إعطاء الأولوية للحالات الأكثر خطورة.

وتعكس هذه التطورات صورة قاتمة للوضع الإنساني في السودان، حيث يتقاطع التصعيد العسكري مع أزمة نزوح واسعة ونقص حاد في التمويل، ما يهدد بتفاقم معاناة ملايين المدنيين في مناطق النزاع.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً