ads
ads

فيديو B-2 وتداعياته على التحرك الإسرائيلي المحتمل ضد إيران ( تحليل )

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

أثار الفيديو الذي نشره مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، ويظهر فيه نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على متن قاذفة B-2 الأمريكية، موجة تساؤلات حول الرسائل السياسية والاستراتيجية المبطنة وراء هذا التلميح البصري. والفيديو ليس مجرد ترف بصري، بل أداة سياسية واستراتيجية متعددة الأبعاد: يعكس القلق الإسرائيلي من النشاط الإيراني، يلمح إلى قدرات عسكرية محتملة، ويطرح أسئلة حول خيارات التحرك العسكري في المستقبل. لكنه يوضح أيضًا الفجوة بين الرمزية الإعلامية والواقع العملياتي، حيث تحتاج أي خطة فعلية لمهاجمة إيران إلى دراسة شاملة تتعلق بالجدوى العسكرية والتكاليف السياسية والدبلوماسية.

البعد الرمزي والتلميحي

إن ظهور نتنياهو وترامب في مقطع مصمم بالذكاء الاصطناعي على متن قاذفة استراتيجية، يرسل رسائل مزدوجة: أولها التأكيد على استعداد إسرائيل للرد على أي تهديد إيراني محتمل، وثانيها تلميح ضمني للقدرات التكنولوجية والعسكرية التي يمكن أن تتحقق في حال حصول إسرائيل على هذه القاذفات في المستقبل. الفيديو لا يعكس موقف الجيش الإسرائيلي الرسمي، إذ فوجئ بنشره ولم يُناقش داخليًا أي جدوى تشغيلية أو تكلفة لهذه الطائرات، لكنه نجح في خلق اهتمام إعلامي ودبلوماسي واسع.

أبعاد التحركات العسكرية ضد إيران

النشر يأتي في سياق تصاعد القلق الإسرائيلي من النشاط الإيراني المتنامي في مجال الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، وهو ما يجعل خيار الهجوم الاستباقي مطروحًا على جدول الأعمال، وفق تقديرات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. وقد أثار الفيديو تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تفكر في عمل عسكري مستقل، أو في تحرك مشترك مع الولايات المتحدة، أو حتى انتظار عمل أمريكي مشابه لما حدث مؤخرًا في سوريا ضد تنظيم الدولة.

الجدوى العسكرية والاقتصادية للقاذفات

رغم الرمز الكبير الذي يحمله الفيديو، إلا أن الواقع العسكري يعكس تحديات واضحة: طائرات B-2 محدودة العدد، باهظة التكلفة من حيث الصيانة وقطع الغيار، وغير مدرجة ضمن قدرات سلاح الجو الإسرائيلي الحالي. بمعنى آخر، من الناحية العملياتية لا يوجد حتى الآن تقييم دقيق لجدوى استخدام هذه الطائرات، خاصة في ظل قدرة إسرائيل على تعطيل أنظمة الدفاع الجوي للخصوم الإقليميين بوسائلها الحالية.

البعد السياسي والرسائل الدولية

نشر الفيديو يحمل بعدًا سياسيًا داخليًا وخارجيًا. داخليًا، يعزز صورة نتنياهو كرجل مواجهة مع إيران ويقوي موقعه أمام الجمهور الإسرائيلي فيما يتعلق بالأمن القومي. خارجيًا، يرسل رسائل إلى الولايات المتحدة والدول الإقليمية حول إمكانية توسيع التعاون العسكري أو حتى إجراء صفقة مستقبلية لتزويد إسرائيل بالقاذفات، مع إظهار القوة والقدرة على التحرك الاستراتيجي بسرعة إذا لزم الأمر.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً