أقرت الهند صفقة تسليح واسعة النطاق تُقدَّر قيمتها بنحو 8.7 مليار دولار، في إطار تعزيز قدراتها الدفاعية، وسط تقارير تشير إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه المشتريات يشمل أنظمة وأسلحة متطورة من الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، لا سيما مع باكستان.
وبحسب المعطيات المتداولة، فإن مجلس اقتناء الدفاع الهندي، برئاسة وزير الدفاع راجناث سينغ، وافق على حزمة مشتريات عسكرية كبيرة، تضم منظومات جو–أرض دقيقة، من بينها أنظمة التوجيه الذكية SPICE 1000 التي تطورها شركة إسرائيلية متخصصة في الصناعات الدفاعية المتقدمة.
وتُعد منظومة SPICE عائلة من الذخائر الذكية بعيدة المدى، يصل مداها إلى نحو 100 كيلومتر، وتتميز بقدرتها على إصابة الأهداف بدقة عالية جدًا تقل عن ثلاثة أمتار، حتى في بيئات الحرب الإلكترونية، من خلال أنظمة توجيه كهروضوئية مستقلة لا تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وتشير تقارير دفاعية إلى أن المواجهات العسكرية التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الماضية، خصوصًا بين الهند وباكستان، كشفت عن حاجة نيودلهي إلى تطوير قدراتها الهجومية والدفاعية، مع تركيز خاص على أنظمة الضربات بعيدة المدى التي تقلل من مخاطر تعرّض الطائرات المقاتلة لأنظمة الدفاع الجوي المعادية.
وفي هذا السياق، برز اهتمام هندي متزايد بصواريخ بعيدة المدى من طراز “إير لورا”، التي يصل مداها إلى نحو 400 كيلومتر، وتتميز بسرعة تفوق سرعة الصوت، واعتمادها على أنظمة ملاحة محمية من التشويش، إضافة إلى قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة دون الحاجة إلى توجيه أثناء الطيران، وفق مبدأ “الإطلاق والنسيان”.
وتشير التقديرات العسكرية إلى أن هذه الصواريخ قادرة على استهداف القواعد العسكرية ومواقع الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، بما يمنح الهند قدرة على تنفيذ ضربات عميقة من مسافات آمنة، دون تعريض طائراتها المقاتلة لمخاطر مباشرة.
كما أبدت الهند اهتمامًا بصواريخ كروز متطورة مخصصة لضرب أهداف برية وبحرية، يصل مداها إلى نحو 300 كيلومتر، وتتميز بقدرتها على العمل في مختلف الظروف الجوية، وفعاليتها في بيئات الحرب الإلكترونية، فضلًا عن اعتمادها على تقنيات توجيه متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وتُظهر بيانات مؤسسات بحثية دولية أن الهند تُعد أكبر مستورد للصناعات الدفاعية الإسرائيلية، حيث استحوذت على نحو ثلث إجمالي صادرات السلاح الإسرائيلية خلال الأعوام الأخيرة، في مؤشر واضح على عمق التعاون العسكري بين الجانبين.
ويرى مراقبون أن هذه الصفقات تعكس توجهًا هنديًا لتعزيز التفوق العسكري النوعي، خصوصًا في ظل المنافسة الإقليمية مع باكستان، وتنامي الاعتماد على أنظمة تسليح دقيقة وبعيدة المدى تتيح تنفيذ عمليات عسكرية دون الانخراط في مواجهات مباشرة واسعة النطاق.