روى الفنان القدير حسن العدل تفاصيل ما حدث في حرب السادس من إكتوبر بداية من التدريب على صواريخ الموريسكين مرورا بمشاهدة الجنود وهم يتسلقوا خط برليف وتم ضربه بخراطيم الماء إلى أن تم إصابته ونقله إلى مستشفى القصاصين ومنها إلى مستشفى منشية البكري العسكرية وجلس في المستشفى فترة 5 شهور .
حسن العدل أثناء تجنيده بالجيش
خطط الخداع ضد العدو
وتحدث الفنان حسن العدل عن تفاصيل الحرب في تصريح خاص لـ أهل مصر حيث قال: ' تم تجنيدي في 1971 وذهبت إلى حلمية الزيتون وأخذوا حملة المؤهلات وقالو إننا نذهب إلى مركز تدريب في بني سويف وعندما ذهبنا قالوا لنا إننا سنسافر روسيا نأخذ تدريب على إستخدام صاروخ 'الموريسكين الروسي ' وهو صاروخ مضاد للدبابات وطوله 80 سنتيمتر ، وعند وجودنا في بني سويف تم إخبارنا أن الخبراء الروس غادروا ، وهذه كانت خطة من خطط الخداع للعدو ، وأيضا من خطط الخداع كانت أن وزير الدفاع الروماني سيزور مصر وتحديدا يوم 8 أكتوبر وأخذ موافقة على هذه الزيارة وفي هذا الوقت كان وزير الدفاع الروماني يتوسط لعمل سلام بين مصر وإسرائيل ، وأيضا من خطط الخداع أن السادات أرسل لوزير الخارجية الأمريكي 'كيسنجر' بإنه يريد عمل سلام وقال له سلام إيه إنتم موقفكم ليس بالجيد وكان ذلك قبل الحرب بأيام وكل ذلك أكد لإسرائيل أننا في حالة إسترخاء' .
وتابع: ' عندما جندت وعرفت أن الخبراء الروس غادروا مصر تم إرفاقنا على كتيبة '39 فهد صاعقة' وهي كتيبة كانت على طريق السويس وبجوارها مدرسة المدفعية وتم تدريبنا على الصاعقة للتقوية البدنية وأيضا فرقة الصاروخ الروسي ، وشكلو كتيبة النمر وأنا ذهبت معهم في عربة مدرعة ليس بها أي فتحات إلا فتحة علوية لكي أطلق منها الصواريخ وباب الدخول والخروج فقط ، وهذه كانت سلاحي ، وذهبنا إلى منطقة 'وادي الملاك' بين محافظة الإسماعلية والتل الكبير وكان يتم تدريبنا في مكان يشبه قناة السويس وبها ساتر ترابي وتم تدريب سلاح المهندسين كيف يقيم كباري وكيفية تشغيل خراطيم الماء وكيف أن الجنود تعدي بقوارب وأيضا كيفية مرور العربات المصفحة وكان ذلك في شهر فبراير من نفس عام الحرب'.
وإسترجع: ' عند الإنتهاء من تلك التدريبات قام السادات بعمل خدعة أخرى وهي أنه سيتم تخريج دفعة من الجيش وبالفعل تم تخريج دفعة في 4 إكتوبر قبل الحرب بيومان وأيضا في ذلك الوقت تم إنتشار خبر بالجرائد المصرية أن الرئيس السادات أعلن عن عمرة لضباط الجيش وكذلك كانت مباريات كرة القدم يتم إذاعتها في مواعيدها فكان يوجد خداع رياضي وإعلامي ، وكان يتم إرسال مطربين ليقوموا بالغناء مع الجنود ولكن الجيش كان يعمل في الخفاء دون معرفة أي شخص '.
التخفيف بالغناء عن الجنود
وإستكمل حديثه: ' كانت الجنود كلها يتم التخفيف عنها بالغناء واللعب وهي في مواقعها في الجهة الشرقية وتم إبلاغنا إننا سنتحرك لموقع جديد قبل القنال بحوالي 300 متر ولكن في هدوء تام وكنا نمشي على مجموعات صغيرة وليس مرة واحدة بمعني إنه يتم إرسال خمسة جنود إلى الموقع الجديد ويعود إثنين لكي يتم تمويه الجيش الإسرائيلي إنه يتم الذهاب والعودة وهذا كان أمر طبيعي وكان يتبقى جزء صغير وهكذا إلى أن وصلنا ليوم 5 إكتوبر وكانت الجنود كلها في مواقعها ولكن مستترين وليس مكشوفين للعدو وكان البعض يلعب كره ويغني أيضا وكانت تسود حالة من الفرح لكي يراها العدو وأقيمت حفلة صغيرة'.
وأكمل: ' في يوم 6 إكتوبر تم إطمئنان جيش العدو إننا ليس لدينا أي نية للحرب وكان أيضا العدو الصهيوني يحتفل بعيد الغفران ، وفي ذلك اليوم في تمام الساعة 11.30 تم تجميع الجنود على مراحل وتجميعنا في كتائبنا المخصصة لنا للإستعداد للحظة العبور التي كان لا علم لنا بها كان فقط يقال لنا إجمع فقط وبدأ قائد الكتيبة يعطي لكل جندي مظروف ولا يتم فتحه إلا في وقت محدد لكي لا ينتشر الخبر في وقت واحد إلى أن جاءت الساعة 2 وخمسة وجدنا الطيران المصري فوق رأسنا وكان يطير بمستوى منخفض والمدفعية أيضا إشتغلت وجلست تطلق طلقات كثيرة وصلت لـ 1000 طلقة في الدقيقة الواحدة على طول خط القنال 'خط برليف' من أول بورسعيد إلى السويس وفي نفس اللحظة بدأ يعبر الفوج الأول وإستخدام القوارب المطاطية وسلاح المهندسين بدأ أن يصنع الكباري'.
إسرائيل تصرخ " إلحقونا ياأمريكا بننتهي"
وتابع: ' تحركنا عند صلاة العصر وشاهدت الجنود وهم يتسلقو الساتر الترابي وإستخدام خراطيم الماء ، وعبرت بسلاحي المصفحة البرمائية وشاهدت أسرى العدو وهم مرعوبين ويجرون في جميع الإتجاهات وكثيرا منهم تم إمساكهم وتم حصارهم حول خط برليف ومن الخلف أيضا ، وقد كان عنصر المفاجأة بالنسبة لهم ليس مرة واحدة وتطور الهجوم وتقدمنا أكثر من 2 كيلوا متر ، وفي يوم 8 إكتوبر تقدمنا أكثر وبدأت إسرائيل تصرخ وتقول 'إلحقونا ياأمريكا' إسرائيل تنتهي وبدأ الجيش الأمريكي في إرسال جسر جوي ووجدنا طائرات أمريكية وتم تشغيل الصواريخ المضادة للطائرة والذي قام بعمله الرئيس جمال عبد الناصر وتم إسقاط نصف هذه الطائرات وفي يوم 15 إكتوبر وجدنا هجوم من فرقتين بقيادة 'شارون' وقائد أخر إسمه 'إبراهيم أدان' وهذه كانت الفرقة التي تتجه جنوب بحيرات المرة وواحدة أخرى تتجه ناحية شمال البحيرات المرة وبدأنا في التشابك معهم وتكبدوا خسائر كثيرة ونحن أيضا خسرنا كثيرا لإنها كانت معركة طاحنة وتسلل حوالي 30 دبابة إسرائيلية وعبرو من البحيرات المرة وكانت تسمى هذه الواقعة بـ 'الثغرة' وفي ذلك الوقت بشار الأسد طلب من السادات أن يقوم بتقليل الهجوم لكي يخف الضغط على دولة سوريا ' .
إصابة حسن العدل ونقله للمستشفى
إلى أن في يوم 16 أكتوبر وفي هذه المعركة الطاحنة والدامية تم إصابتي ولم أعي بشئ إلا عندما وجدت نفسي في مستشفى القصاصين ومنها تم نقلي إلى مستشفى أحمد جلال بالقاهرة ومنها إلى مستشفى منشية البكري العسكرية ومكثت بالمستشفى حوالي 5 شهور وبعد ذلك عدت للكتيبة وجدت العديد من الزملاء تم إستشهادهم ومنهم تم إصابته إلى أن تم إنتهاء مدة الجيش في نهاية عام 1975