قال اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن الوضع على أرض السودان يتزايد خطورة يوما تلو الآخر، وهذه الإشكالية الكبرى لا يمكن أن تنتهي إلا بعد فترة طويلة، تكون قد استنزفت فيها كل مقومات الدولة السودانية كدولة .
أضاف «رشاد» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يملكان من السلاح ما يمكن له أن يدمر السودان بالكامل.
لفت وكيل جهاز المخابرات الأسبق إلى أن أي إجراءات تُتخذ للتوفيق بين الطرفين، هو أمر بعيد المنال، لأن قوات الدعم السريع تريد تحقيق نفسها وإثبات كيانها على أرض السودان، وهذا بالقطع سيكون على حساب السودان وشعبه.
اللواء محمد رشاد في حوار تليفزيوني سابق
«السودان امتداد للأمن القومي المصري منذ زمن بعيد»، يؤكد اللواء محمد رشاد، موضحا أنه فيما يتعلق بملف سد النهضة، فمصر تفقد ركائن أساسية في هذا الملف المتعلق أيضًا بالأمن القومي ويتأثر بما يحدث في الأراضي السودانية، لأن السودان طرف أصيل في الأزمة.
نوه «رشاد» بأن أي عنصر جديد يأتي على أرض السودان، لا يعلم أحد ميوله مع الجانب الأثيوبي، هل معه أم ضده، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع علاقته جيدة جدًا بدول الجوار، خصوصًا أثيوبيا، فلا نضمن موقفه على وجه الدقة، فلو تمكنت قوات الدعم السريع من السودان، ستصبح مشكلتنا كبيرة جدًا، وستغرد مصر منفردة في هذا المحك.
وتابع وكيل المخابرات الأسبق، موضحا بأن حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان سيتوقف تماما خلال الآونة المقبلة، متسائلًا: من يضطر الذهاب إلى السودان لتصدير بضائع أو غيره؟، وهذا على الرغم من أننا نستورد من السودان أشياء كثيرة - كما يقول رشاد، سيحدث مزيد من المعاناة الاقتصادية بينا وبين السودان.
وعن وجود تحركات مصرية فيما يجري على أرض السودان، قال «رشاد» إن اللجنة الرباعية المُشكلة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والإمارات والسعودية، تتولى التفاوض في هذا الملف حاليا، ودور مصر محدود في تلك الأزمة، وهذا من قراءة المشهد، على حد تعبيره.
واختتم اللواء محمد رشاد تصريحاته لـ«أهل مصر» مشيرا إلى وجود مشكلة سياسية دبلوماسية أخرى، وهى أن قوات الدعم السريع تعتبر مصر طرفًا في الأزمة ويتهمها بأنها داعمة لقوات الجيش السوداني بالطيران، وهذا موضوع يزيد من آلام الأزمة في الوقت الراهن.