فيروس كورونا يلقي بظلاله على شركات النفط العالمية.. "شل" تصرح موظفيها و"بي بي" تخفض قيمة أصولها

نفط
نفط

ألقت أزمة انتشار جائحة كورونا بظلالها على أسعار النفط العالمية، ما سبب تراجع ضخم في الأسعار بسبب تقلص حجم الطلب عليه مع زيادة وتخمة المعروضات مع توقف حركة الصناعة العالمية خاصة في الصين بؤرة الفيروس، وتوقف حركة الملاحة العالمية للحد من انتشاره.

ومع زيادة المعروض أدى ذلك لتوقف حركة التنقيب والاستكشاف بسبب الخسائر التي باتت تتكبدها الشركات البترولية المختصة بالتنقيب والاستكشاف، مما أدى لخفض ميزانتها وأضطر البعض لتسريح أغلب العاملين بها.

وكشفت دراسة لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط 'أوابك'، عن أن تراجع حجم الاكتشافات البترولية والغازية، ربما يكون بسبب توجه عمليات التنقيب نحو الأماكن الأكثر أمالا في الحد من تأثير عدم اليقين على نشاطات اشركات في تلك الفترة الحرجة، كما أن تراجع عدد منصات الحفر العاملة وانخفاض عدد الآبار المحفورة يصعب ربطه بسبب آخر.

وأشار التقرير إلى أن العديد من الشركات العالمية خفضت ميزانياتها لعام 2020، وما بعده وخفضت 5 شركات بترول عالمية كبرى ميزانياتها بأكثر من 25 مليار دولار وهي شركات 'إكسون موبيل وتوتال وبي بي وشل وإكوينور'.

وكانت شركة بي بي البريطانية 'بريتش بتروليم'، اعتزمت خفض قيمة أصولها بما يصل إلى 17.5 مليار دولار مع انخفاض الطلب على الوقود الأحفوري إثر تفشي جائحة كورونا.

وأعلنت الشركة، أنها ستقوم بتخفيض قيمة أصولها بما يتراوح بين 13 مليار دولار و17.5 مليار دولار، أو ما يصل إلى 6٪ من الإجمالي، وقد تتوقف الشركة أيضا عن تطوير بعض حقول النفط والغاز بينما توجه استثماراتها إلى الطاقة النظيفة.

كما انخفضت أسهم الشركة بنسبة 5٪ في لندن قبل استعادة بعض الخسائر، مما أدى إلى إعلان الشركة عن إلغاء 10 آلاف وظيفة أي ما نسبته 15% من موظفيها.

وفي ذات السياق أعلنت مجموعة رويال داتش شل العملاقة، عن عزمها إلغاء 7 إلى 9 آلاف وظيفة في فروعها على مستوى العالم، مع انهيار الطلب على النفط بسبب فيروس كورونا المستجد والاتجاه نحو الطاقة النظيفة، ما يعني الاستغناء عن نحو 10% من العاملين في الشركة وعددهم 83 ألفا.

وترك نحو 1500 شخص المجموعة بطريقة طوعية، أما الباقي فسيغادرونها بحلول سنة 2022، وكانت شل قد أشارت في يوليو الماضي إلى عزمها إلغاء وظائف بعدما سجلت خسائر صافية بلغت 18,1 مليار دولار في الربع الثاني من العام.

وحذرت من أنها ستسجل مزيدا من الخسائر بعد اقتطاع الضرائب، تراوح ما بين مليار ومليار ونصف المليار دولار، في عائدات الفصل الثالث المرتقب صدورها الشهر الجاري أكتوبر.

وأضافت شل في بيان لها، أن إعادة الهيكلة ستسمح لها بتوفير مليارين إلى 2,5 مليار دولار (1,7 إلى 2,1 مليار يورو) سنويا، من خلال خفض قدرة عمليات التكرير أيضا.

وأوضحت شل في بيانها أن ما يقرب من '80% من مبيعات الشركة من الغاز الطبيعي المسال في 2020 كانت مرتبطة بأسعار النفط' وأن الانخفاض الحاد في أسعار الخام منذ بداية العام أثر على هوامش أنشطة الغاز والتكرير.

وتسبب كوفيد-19 بوقف عجلة الاقتصاد العالمي وتراجع أسعار النفط بل حتى تدهورها إلى ما دون الصفر في أبريل، كما تعرضت أسواق النفط لضربة وسط حرب أسعار بين السعودية وروسيا، وتراجعت العائدات والأرباح من جراء ذلك.

ورغم عودة سعر برميل النفط إلى 40 دولارا فهو لا يزال أدنى من السعر الذي كان عليه خلال الفترة نفسها في 2019. وأدى ذلك إلى خسائر لشركات التنقيب والانتاج على حد سواء.

وفي مواجهة تحدي التحول إلى الطاقة الأقل انبعاثا للكربون لمكافحة الاحتباس الحراري، حددت شل لنفسها هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مثلما فعلت شركة بريتيش بتروليوم التي قدرت مؤخرًا أن الطلب على الذهب الأسود ربما وصل الذروة ولن يعود أبدًا إلى مستويات ما قبل كوفيد-19.

ورحب بعض المحللين بإعادة الهيكلة المعلنة الأربعاء، وقال مايكل هيوسون المحلل لدى 'سي ام سي ماركتس': 'على الرغم من أن مثل هذه التغييرات غير سارة، إلا أنها كانت متوقعة بالنسبة لشركات عملاقة في القطاع مثل شل وبريتش بتروليوم'.

وأضاف: 'عليها الآن اتخاذ خطوة إضافية وضخ مزيد من الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والحصول على ميزة على منافسيها الأميركيين الذين يبدو أنهم لا يفعلون الكثير في هذا الاتجاه'.

ولاحظ روس مولد من شركة 'اي جي بل' أنه قبل بضع سنوات، أنفقت شركة رويال داتش شل مليارات الدولارات (ما يقرب من 50 مليار جنيه إسترليني) للاستحواذ على منافستها البريطانية 'بي جي' لتزيد من حجمها وحصتها في السوق. والهدف الآن هو أن تقلل من حجمها بشكل ملحوظ استجابة للأضرار التي خلفها فيروس كورونا في قطاع الطاقة'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً